منوعات
هل يصاب مريض الكورونا بالفيروس بعد الشفاء منه؟
مع تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد حول العالم، تتبادر إلى الأذهان أسئلة كثيرة تتعلق بأعراضه وطرق الوقاية منه، وكيفية تشخيصه.
ولعل أكبر سؤال هو: هل يعتبر مرضا قاتلا، وهل بإمكان الشخص الذي يتعافى منه أن يتعرض للإصابة به مرة ثانية؟
وبينما أكدت أكثر من دولة تماثل عديد من الحالات للشفاء، واتضح أن الفيروس ليس قاتلا طالما تم تشخيصه وعلاجه مبكرا، ظهرت حالات إصابة جديدة بالفيروس لدى أشخاص تعافوا منه.
وكالة رويترز قالت إن عددا متزايدا من مرضى الفيروس التاجي الذين تم تسريحهم في الصين وأماكن أخرى يبدون نتائج إيجابية بعد التعافي، وأحيانا بعد أسابيع من السماح لهم بمغادرة المستشفى، يعودون بنفس الأعراض الأولى، ما قد يجعل القضاء على الوباء أكثر صعوبة.
وقالت حكومة محافظة أوساكا في اليابان، إن امرأة تعمل مرشدة للحافلات السياحية أثبت الاختبار أنها شفيت، أعيدت للمستشفى مرة أخرى بعدما ثبت أنها مصابة بالفيروس التاجي، للمرة الثانية.
بعد هذه الحادثة، توالت تقارير طبية من عدة مستشفيات في محافظات أخرى في الصين تفيد بأن بعض المرضى الذين يخرجون من المستشفيات متعافين، يعودون إليها ولديهم أعراض فيروس كورونا المستجد مرة أخرى!
لماذا؟
يقول خبراء إن هناك عدة طرق يمكن فيها للمرضى الذين شفوا، أن يصابوا بالفيروس مرة أخرى.
قد لا يحترم أولئك المرضى فترة النقاهة، ومنهم من لا يأخذ ما يكفي من المضادات الحيوية لتطوير المناعة ضد الفيروس، لذلك يصابون به مرة أخرى.
وافترض علماء أن يكون الفيروس “ثنائي الطور”، ما يعني أنه كامن قبل ظهور أعراض جديدة.
وفي 21 فبراير، أعيد إدخال مريض خرج من مدينة تشنغدو جنوب غرب الصين بعد عشرة أيام من خروجه عندما عاد اختبار المتابعة إيجابيا.
وأخبر لي شيويه تشونغ، نائب مدير مركز الأمراض المعدية في مستشفى غربي الصين ، صحيفة “بيبولز ديلي” أن المستشفيات تختبر عينات الأنف والحلق عند تقرير ما إذا كان يجب إخراج المرضى، لكن الاختبارات الجديدة وجدت الفيروس في الجهاز التنفسي السفلي.
أستاذ الطب في جامعة إيست أنجليا البريطانية بول هانتر قال من جانبه، إن “من الممكن أن يكون الفيروس لا يزال يشتغل في النظام التنفسي عند بداية أعراض التعافي ” ثم تابع “قد يكون الاختبار الأخير قبل قرار الخروج ليس دقيقا”.
دراسة أجرتها الجمعية الطبية الأميركية عن أربعة أفراد مصابين تم علاجهم في ووهان، مركز الوباء، قالت إنه من المرجح أن بعض المرضى الذين تم شفاؤهم سيظلون حاملين لليفروس حتى بعد استيفاء معايير الخروج.
لذلك أصبحت مستشفيات الصين تشترط على المرضى إجراء اختبار تثبت نتائجه خلوهم من الفيروس، وعدم إظهار أي أعراض، ولا تشوهات في الأشعة السينية قبل خروجهم.
أستاذ علم الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة موناش في ملبورن، ألن تشنغ قال إنه “ليس من الواضح ما إذا كان المرضى قد أصيبوا مرة ثانية أم ظلوا مصابين مع اختفاء الأعراض فقط.
14 في المئة يعودون!
مدير المركز المحلي لمكافحة الأمراض في إقليم جوانغدونغ بجنوب الصين سونغ تاي، كشف في مؤتمر صحفي نهاية فبراير، أن ما يصل إلى 14 في المئة من المرضى الذين خرجوا من المقاطعة ثبتت إصابتهم وعادوا إلى المستشفيات للمراقبة.
وقال إن إحدى العلامات الجيدة هي أنه لا يبدو أن أيا من هؤلاء المرضى أصاب أي شخص آخر.
وقال “من هذا الفهم … بعد إصابة شخص بهذا النوع من الفيروس، سينتج أجساما مضادة، وبعد إنتاج هذه الأجسام المضادة، لن يكون معديا”.
دراسة أميركية جديدة تفصل في الموضوع
وجدت دراسة جديدة في دورية لانسيت الطبية نشرت الأربعاء أن الفيروس التاجي الجديد يعيش في المسالك التنفسية لبعض المرضى لأكثر من خمسة أسابيع.
وقام الأطباء الـ 19 الذين كتبوا الدراسة بتحليل السجلات الطبية لـ 191 مريضا في الصين (135 من مستشفى جينينتان و 56 من مستشفى ووهان الرئوي)، بما في ذلك البيانات الديموغرافية والسريرية والعلاجية والمختبرية لـ 137 مريضا مصابين بالفيروس التاجي الذين خرجوا من المستشفى و54 مريضا توفوا في المستشفى.
ووجد الباحثون أن الفيروس كان موجودا في أجساد المرضى الذين يعانون من حالة مرضية شديدة لمدة 19 يوما في المتوسط، وداخل أجسام المرضى الذين يعانون من حالة مرضية حرجة لمدة 24 يوما في المتوسط.
وبشكل عام، تم الكشف عن أن الفيروس يعيش لمدة 20 يوما في المتوسط داخل أجساد المرضى الذين خرجوا في نهاية المطاف من المستشفى، وحتى داخل المسالك التنفسية للمرضى الذين ماتوا.