أخبار السوريين في تركيا
محاولة لتخفيف حدة العنصرية.. قصص اللاجئين السوريين ومأساتهم تدخل المنهاج التركي (صورة)
بعد أحداث العنف والعنصرية المرتكبة ضد اللاجئين السوريين في تركيا، سعت الحكومة للتقريب بين المواطنين والمهاجرين وإزالة آثار العنصرية والكراهية التي انتشرت مؤخراً بينهم بتحريض كبير من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أدّى إلى وقوع أحداث مأساوية بحق اللاجئين ولاسيما في العاصمة أنقرة.
ولدمج اللاجئين في المجتمع والتقريب بين الثقافتين العربية والتركية قامت وزارة التربية التركية بإدخال دروس عن اللاجئين السوريين في مناهجها التعليمية بهدف إعطاء صورة حقيقية عنهم غير التي تدّعيها بعض وسائل الإعلام وأحزاب المعارضة وتنشرها على منصاتها في وسائل التواصل.
ونقل موقع “halk tv” الإلكتروني أن وزارة التربية وضعت درساً في كتاب “علوم الحياة” للصف الأول الابتدائي عن شخصية خيالية تتحدث عن طالبة سورية لاجئة، أُطلق عليها اسم “ولاء” تقوم بإلقاء التحية والتعريف بنفسها وبعائلتها وأنها جاءت بصحبة أهلها قادمة من سوريا، وهي الآن تتعلم اللغة التركية شيئاً فشيئاً، كما إنها سعيدة جداً لوجودها بين أصدقائها الأتراك.
-انتقادات وردود إيجابية..
وأثار وضع وزارة التربية التركية درساً عن اللاجئة الخيالية “ولاء” نقاشاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي ولاسيما بعد بدء التعليم وجهاً لوجه قبل أيام، حيث وصف أحد المدرسين في حديثه لموقع “halk tv” الأمر بالطبيعي ولا يوجد فرق بين طالب تركي وآخر سوري، مضيفاً: “إن اللاجئين أصبحوا حقيقة واقعة ويجب أن نستوعب الأمر لا أن نعاديهم”.
ورداً على اتهامات ألقاها بعض المدرسين حول أن الدرس يثير تمييزاً بين الطلاب قالت إحدى معلمات المرحلة الابتدائية: إن وجود الطفلة “ولاء” في المناهج المدرسية لا يسبب أي تمييز أو تنمّر تجاه اللاجئين، بل على العكس “إنه يربط بين الأطفال، فهم يتقبلون بعضهم كما هم ويتعلمون العيش بسلام”، مضيفة: “إن أطفال اللاجئين لهم أيضاً الحق في تلقّي التعليم وهذا هو الشيء الصحيح، فاللاجئ المتعلم أفضل من غير المتعلم”.
كما انتقد بعض المعلّمين التحية التي بدأت بها الطالبة اللاجئة ولاء بقولها “السلام عليكم”، معتبرين أنها تعود إلى خلفيات دينية قد تشكل خطراً على المجتمع، الأمر الذي نفته إحدى المعلمات قائلة: “إن التحية الدينية للطالبة اللاجئة “ولاء” أمر طبيعي فهي كطالبة سورية يعد هذا الشيء في صُلب ثقافتها”.
يُذكر أن اللاجئين السوريين في تركيا البالغ عددهم نحو 4 ملايين شخص تعرّضوا في الفترة الأخيرة لموجة كراهية وعنصرية تسببت بها الإشاعات التي يطلقها معارضون على وسائل التواصل الاجتماعي، ويدّعون فيها قيام اللاجئين السوريين باحتلال المدارس والجامعات على حساب المواطنين الأتراك، في حين يزعمون مرة أخرى أن 70% من السوريين أمّيون وسوف يؤثرون سلباً على المجتمع بحسب مزاعم عضو حزب الجيد “إيلاي أكسوي”.
وكتبت “أكسوي” في تغريدة جديدة لها تنتقد وضع قصص للاجئين السوريين في المناهج التركية الرسمية قائلة: بدأت وزارة التربية بعمل دعاية للأطفال الأتراك بهدف الانسجام مع السوريين والتئام الثقافتين، يجب أن نعمل على تربية الأطفال السوريين وتنمية ثقافتهم في سوريا وليس في تركيا على حد قولها.
المصدر: اورنيت