السياحة في تركيا
بعد 40 عاما من التوقف.. رحلات بحرية تنطلق من إزمير
ذكرت تقارير إعلامية أن الرحلات البحرية بين إزمير ومصراته عادت بعد توقف دام 40 عاما، خاصة بعد زيادة حجم التبادل التجاري بين تركيا وليبيا.
واكد المسؤولون أن الرحلات ستبدأ نهاية الشهر الجاري وأنها ستكون بواسطة سفينتي ركاب في المرحلة الأولى.
وقال مرتضى قرنفيل رئيس مجلس الأعمال التركي الليبي بمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية في تركيا: العلاقات التركية الليبية تطورت أكثر منذ تولي عبد الحميد الدبيبة رئاسة الحكومة الليبية في آذار/ مارس الماضي.
جاء ذلك خلال زيارة أجراها لطرابلس للقاء مسؤولين ورجال أعمال ليبيين، تحدث قرنفيل فيها عن آخر التطورات في ليبيا وعن العلاقات التركية-الليبية.
وأوضح قرنفيل أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وليبيا شهد زيادة ملحوظة بلغت نحو 65 في المئة، مشيرا إلى انه وصل إلى 1.3 مليار دولار حتى نهاية تموز/ يوليو الماضي.
وتوقع أن يرتفع حجم التبادل التجاري إلى ملياري دولار بحلول نهاية العام، لافتا إلى أن الصادرات التركية إلى ليبيا كانت مع القطاع الخاص، ما يشير إلى زيادة الأمل في قطاع الأعمال في ليبيا منذ انتخاب حكومة الوحدة الوطنية.
من جانب آخر، لفت قرنفيل إلى ان هناك إدارة قمعية في شرق ليبيا، مشير إلى أنها تضم أيضا عددا من قادة الرأي المهمين المنفتحين على الحوار الذي هو السبيل لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
وبخصوص حليف حفتر السياسي رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، أوضح أنه لم يقر بعد الموازنة العامة للحكومة منذ أربعة أشهر، الأمر الذي يعطل الخدمات العامة في البلاد ويقلق الرأي العام الليبي.
وتابع: “حكومة الوحدة الوطنية هي حكومة سلام تهدف إلى إيصال البلاد إلى الانتخابات المقبلة. والحكومة الليبية شُكلت بطريقة تضمن تمثيل كل ليبيا. إلا أنه وللأسف فإن هناك من يريدون عرقلة ذلك. والتطورات الأخيرة في شرق ليبيا تُظهر ذلك”.
أما فيما يخص مشروع الرحلات البحرية بين مدينتي مصراتة الليبية وإزمير التركية، أوضح قرنفيل أنهم يخططون لزيادة عدد السفن والمدن التي ستنطلق منها في المستقبل.
ولفت إلى أن سعة إحدى السفينتين 1200 شخص وسعة الأخرى 700 شخص وتضم كل منهما 400 سرير، وتتسع السفينتان لنقل 500 سيارة فيما تستغرق الرحلة بين المدينتين يومين.
وأوضح قرنفيل أنه تم تنفيذ المشروع بالشراكة بين مجموعة قرنفيل من تركيا وشركة كافيلاي للسياحة من مصراتة، بالإضافة إلى شركة الحديد والصلب الليبية (LISCO).
وبعد توقيع مذكرة تحديد مناطق الصلاحية البحرية بين البلدين أصبحت ليبيا وتركيا جارتين بحريتين وستبدأ هذه الرحلات مجدداً بعد توقفها قبل 40 سنة”.
وقبل ذلك ذكرت وزارة الخاجية التركية أن الوزير مولود تشاووش أوغلو بحث مع رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري، العملية الانتخابية والتطورات في البلد العربي.
وأضافت الوزارة أن أوغلو أكد للمشري أن تركيا ستواصل بقوة دعمها “لليبيا الشقيقة وسنعزز تعاوننا في كافة المجالات”.
هذا اللقاء جاء طبيعيا في ظل العلاقات الجيدة التي بنتها تركيا مع الحكومة السابقة برئاسة السراج المعترف بها دوليا وكذلك الدعم المستمر لحكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
لكن هذه العلاقة لم تخل من لوم وعتاب من عدة أطراف، متحججين بأن هذه الحكومة ضعيفة وما زالت غير قادرة على فرض سيطرتها في ليبيا من جهة، وغير ناجحة في إدارة هذه المرحلة الحساسة في البلاد من جهة أخرى.
غير أن محللين ردوا على هذه الانتقادات بالقول أن تركيا دعمت حكومة الوفاق كانت الحكومة المعترف بها دوليًّا كمخرج لاتفاق الصخيرات، وبالتالي فعلاقات تركيا ثم دعمها جاء بشكل سليم سياسيًّا وقانونيًّا مع الطرف الشرعي.
ومن جهة أخرى فهذه الحكومة ليس لها بديل يمكن لتركيا التواصل معه وموازنة الموقف، وهي أمور تنسحب في المجمل على حكومة الوحدة الوطنية الحالية التي نتجت عن الحوار الوطني الليبي وانتخابات المجلس الرئاسي الأخيرة.