معلومات قد تهمك
سبب نزول سورة يس
سورة يس
نزول سورة يس كان قبل الهجرة النبوية، أي أنها من السور المكية التي نزلت على سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام – عندما كان مستقرًا في مكة، وعدد آياتها ثلاثٌ وثمانون آية، وهي السورة السادسة والثلاثون في المصحف الشريف، وكان نزول سورة يس بعد نزول سورة الجن، وتقع في الجزء الثالث والعشرين، وتتناول سورة يس عددًا من القضايا التي تتناولها معظم السور المكيّة مثل: البعث والنشور والأدلة على وحدانية الله تعالى، كما تعرض آياتٍ من قدرة الله تعالى، وتُخبر بقصة أصحاب القرية، وفي هذا المقال سيتم ذكر فضل سورة يس وسبب تسميتها، بالإضافة إلى ذكر سبب نزول سورة يس.
سبب تسمية سورة يس
لم يرد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة تسميات للسور كما هي عليه الآن، وقد سميت كل سورة باسمٍ معين للتمييز بينها بعدما تم جمعها في المصحف الشريف، وجاءت تسميتها بناءً على اجتهاد الصحابة -رضوان الله عليهم-، ولهذا سُميت كل سورة من سور القرآن الكريم بحسب ما جاء فيها من قصص أو مناسة ما، أو بحسب ما ابتدأت به أوّل آياتها، مثل سورة ص وسورة المائدة وسورة البقرة وسورة آل عمران وسورة الحشر وسورة الزمر، وغيرها من باقي السور، وسورة يس سميت بهذا الاسم لابتدائها باللفظ “يس” بقوله تعالى: { يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ}[١]، وهي السورة الوحيدة التي ورد فيها هذا اللفظ فسميت به، وبما أنها تقع في الربع الأخير من القرآن الكريم، فقد سميّ بربع يس نسبة لسورة يس
أسباب نزول سورة يس
“وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ *وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ”
سبب نزول هذه الآيات كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: “كان النبيّ عليه الصّلاة والسّلام يقرأ في المسجد، فيجهر بالقراءة، حتى تأذى به ناس من قريش؛ حتّى قاموا ليأخذوه، وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم، وإذا هم لا يبصرون، فجاؤوا إلى النبيّ عليه الصّلاة والسّلام ، فقالوا: ننشدك الله والرحم يا محمد! ولم يكن بطن من بطون قريش إلا وللنبيّ عليه الصّلاة والسّلام فيهم قرابة، فدعا النبي عليه الصّلاة والسّلام حتى ذهب ذلك عنهم”.
“إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ”
سبب نزول هذه الأية كما قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (كان بنو سلمة في ناحية من المدينة، فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فنزلت هذه الآية (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) فقال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (إن آثاركم تكتب) فلم ينتقلوا. يُبيّن الحديث النبويّ الشّريف الوارد في سبب نزول هذه الآية أنّ كل ما يعمله الإنسان من خير يُكتَب له أجره، والعكس كذلك، فعندما أراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى جوار المسجد النبويّ الشّريف ليكونوا قريبين من رسول الله عليه الصّلاة والسّلام من جهة، ويتعبّدوا في مسجده من جهة أخرى، جاءهم جواب من عند الله عزَّ وجلّ أنَّ آثارهم تُكتب فلم ينتقلوا من مكانهم.
“وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ“
بينما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مجلسِه يُحدِّثُ النَّاسَ بالثَّوابِ والعقابِ والجنَّةِ والنَّارِ والبعثِ والنُّشورِ إذ أقبل أعرابيٌّ من بني سُلَيمٍ بيدِه اليُمنَى عِظامٌ نَخِرةٌ وفي يدِه اليُسرَى ضبٌّ فأقبل بالعِظامِ يضعُها بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ عركَها برجلِه ثمَّ قال يا محمَّدُ ترَى ربَّك يُعيدُها خلقًا جديدًا فأراد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جوابَه ثمَّ انتظر الإجابةَ من السَّماءِ فنزل جبريلُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ فقرأها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الأعرابيِّ.