مقالات وتقارير
في زمن “كورونا”.. إعلام عربي يحرف كلام وزيرة إسبانية ويتهم تركيا بـ”السرقة”
حرفت عدة وسائل إعلام عربية، تصريحا منسوبا لوزيرة الخارجية الإسبانية “جونزاليس لايا” يتعلق بشحنة خاصة بأجهزة طبية تتعلق بمكافحة فيروس “كورونا”.
وبدأت تلك الوسائل الإعلامية تتناقل عبر مواقعها التصريح المحرف، مدعية أن وزيرة الخارجية الإسبانية “تتهم تركيا بالإستيلاء على شحنة المساعدات الطبية التي كانت قادمة من الصين إلى إسبانيا”.
وفي هذا الصدد أكد مصدر متابع للقضية، اليوم السبت، ، أن “تصريح الوزيرة الإسبانية تم تحريفه بل وحتى تم اقتطاع أجزاء مهمة منه، وذلك بما يتناسب وسياسة القنوات التلفزيونية أو المواقع الإلكترونية العربية المعادية لتركيا”.
وأشار المصدر نفسه إلى أن “الوزيرة الإسبانية لم توجه أبدا في حديثها الاتهامات لتركيا بالسرقة أو السطو أو حتى الاستيلاء على شحنة الأجهزة الطبية الخاصة بفيروس (كورونا)، بل هي وضحت لوسائل الإعلام حقيقة الأمر، لكن ذلك لم يتماهَ مع سياساة تلك القنوات الإعلامية”.
وأضاف المصدر أن “وزيرة الخارجية الإسبانية أشارت إلى أن الحكومة التركية أوقفت خروج الشحنة من أراضيها إلى إسبانيا، وذلك في إطار القرارات والتدابير التي تقضي بمنع تصدير أي مواد أو أجهزة طبية لخارج تركيا في ظل الأوضاع الراهنة”.
وشدد أن “هذا التصريح الصحيح هو بعكس ما يروَج له أن الشحنة كانت قادمة من الصين إلى إسبانيا عبر تركيا، وأن تركيا استولت عليها”.
وأوضح المصدر أن “الأجهزة الطبية الخاصة بفيروس (كورونا) والتي كان من المزمع شحنها إلى إسبانيا، تم تصنيعها على الأراضي التركية لصالح شركة إسبانية جلبت مواد التصنيع من الصين، إلا أن الشركة الإسبانية تجاهلت – عن عمد أو عن خطأ – القرار التركي بمنع تصدير أي مواد طبية للخارج في المرحلة الحالية، ما دفع بالسلطات التركية لإيقافها ومنع خروج الشحنة من تركيا”.
ولفت إلى “هذه المعلومات ذكرتها الوزيرة الإسبانية في تصريحها أصلا، ولكن الوسائل الإعلامية المعادية لتركيا تعمدت حذفه وعدم نشره”.
وختم بالتأكيد أن “التواصل التركي الإسباني الرسمي قائم ومستمر لحل هذه الإشكالية التي تسببت بها الشركة الإسبانية”.
ولم تكتف تلك القنوات ببث سمومها ضد تركيا، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بعد أن تجاهلت ما قدمته تركيا من مساعدات وبتوجيهات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 1 نيسان/أبريل الجاري، وإرسال طائرة شحن عسكرية محملة بالكمامات والمعقمات والمواد الطبية إلى إسبانيا وايطاليا، للمساعدة في مكافحة فيروس “كورونا”.
كما تجاهلت أيضا كلمات الشكر والتقدير التي وجهتها إسبانيا لتركيا حكومة وشعبا، على الجهود المبذولة في مساعداتها المقدمة لكل من مدريد وروما للتصدي والوقاية من فيروس “كورونا” والحد من انتشاره.
وتجاهلت تلك القنوات أيضا، ما تحدث به الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي الـ”ناتو”، ينس ستولتنبرغ، الذي أشاد بالجهود التي تبذلها تركيا لمساندة العديد من الدول لمكافحة فيروس “كورونا”، والذي قال في تغريدة على حسابه في “تويتر”، “فخور بتضامن تركيا حليفنا في الـ(ناتو) مع إسبانيا وإيطاليا”.
وتسعى تركيا إلى مد يد العون للعديد من الدول العربية والأوروبية في ظل أزمة “كورونا”، وذلك من أجل التخفيف عنها ومساعدتها على تجاوز تلك المحنة.
المصدر : وكالة أنباء تركيا