اخبار تركيا بالعربي
أين تركيا من الحرب الروسية على أوكرانيا؟
منذ أيام يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حملته العسكرية غير القانونية ضد أوكرانيا وشعبها، في ظل استنفار عالمي رافض لهذه الحرب الهمجية التي عرفنا كيف ومتى بدأت؟ ولكن لا نعرف كيف ومتى ستنتهي؟
وككل الأطراف الإقليمية والدولية، لتركيا موقف وتوجه وسياسة متبعة في هذه الأزمة الخطيرة التي تهدد أمن واستقرار العالم بسبب هوس بوتين في أوكرانيا، وربما لو نجح سيتوسع هوسه لدول أخرى، ولكن فرص نجاحه في أوكرانيا تتضاءل فعلا.
وباختصار، تقف تركيا في هذه الأزمة موقف الوسيط الذي يعمل في هذه المرحلة -بما أن الحرب وقعت فعلا- على إيقاف الحرب والدخول بهدنة عاجلة ثم حوار بين روسيا وأوكرانيا.
وفي سبيل إنجاح هذه الوساطة تقود تركيا ممثلة في رئيسها رجب طيب أردوغان ووزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو حملة دبلوماسية عالمية واسعة جدا، وهي القادرة فعلا على القيام بهذا الدور بخلاف الأطراف الإقليمية والدولية التي اصطفت بشكل حاد إلى جانب روسيا أو إلى جانب أوكرانيا، وبالتالي فقدت إمكانية لعب دور الوسيط الحقيقي.
لن تت
تركيا لم تصطف بشكل حاد إلى جانب أي طرف رغم رفضها الحرب بشكل قاطع، وهي على تواصل مستمر مع روسيا وأوكرانيا.
وإلى جانب هذه الوساطة بدأت تركيا تأخذ دورها الإنساني الريادي في مثل هذه الأزمات، فنراها سارعت على الفور لإرسال الفرق الإغاثية والمساعدات الإنسانية العاجلة إلى أوكرانيا، وكذلك بدأت باستقبال الأوكرانيين الهاربين من جهيم آلة الحرب الروسية التي اختبرنا شرها سابقا في سوريا وليبيا وأماكن أخرى.
لن تدخل تركيا هذه الحرب بكل تأكيد، وستبقى تلعب دور الإطفائي لأن النار إذا لم تخمد في أسرع وقت فإنها ستصل لأماكن أخرى وهذا ما لا تريده تركيا.
مرة جديدة وفي أخطر الأوقات تثبت تركيا أنها قادرة على اتباع دبلوماسية ناجحة مؤثرة، وهذا ما سيجعلها ثابتة على دعوتها التي تطالب بتعديل النظام العالمي القائم حاليا، فالعالم أكبر من خمسة كما يشدد أردوغان دائما.
ما هذه الحرب إلا نتيجة عدم سماع العالم لنصيحة تركيا بضرورة تعديل النظام العالمي غير العادل.
الموقف التركي يمكن وصفه بأنه موقف حكيم هادئ يتحرك وفق سياسة واضحة غير متهورة، وبالتالي لا خوف على تركيا جراء هذه الحرب، ولا مفر لروسيا وأوكرانيا إلا بسماع الصوت التركي الداعي للحوار، وإلا سنكون أمام تطورات عسكرية خطيرة ستؤثر على كل العالم في المرحلة المقبلة.