Connect with us

عربي

هكذا رحلت شيرين أبو عاقلة؟

Published

on

عند الساعة السادسة من فجر الأربعاء، اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية، مخيم جنين شمالي الضفة الغربية.

وكما العادة، اتصل الصحفي علي السمودي، المنتج في مكتب الجزيرة بالضفة الغربية، بزملائه الصحفيين، وكان من بينهم المراسلة شيرين أبو عاقلة، من أجل التغطية.

وفي مقابلة خاصة مع وكالة الأناضول، يقول السمودي، إنه وصل للمخيم أولا، ثم تبعه عدد من زملائه.

وبعد دقائق، وصل طاقم قناة الجزيرة، ولم يكن من ضمنهم أبو عاقلة، التي تأخرت قليلا.

وقف السمودي واثنين من زملائه، قُبالة الجيش الإسرائيلي، الذي تمركّز قرب مقبرة مخيم جنين.

وبعد أن تأكد من أن الجيش الإسرائيلي قد شاهدهم، وعرف بوجودهم، تحركوا من أجل التغطية.

يقول السمودي: “هكذا نفعل دوما، نَعلَم أين موقع الجيش، ثم نتعمد أن يشاهدنا، حتى لا نكون هدفا لرصاصه”.

وفي هذه الأثناء، وصلت المراسلة شيرين أبو عاقلة، وما أن تحرك الصحفيون حتى أطلق الجيش الإسرائيلي أول رصاصة، دون أن تصيب أحدا.

غير أن الرصاصة الثانية إصابة السمودي في كتفه.

وهنا، صرخت أبو عاقلة قائلة: “علي تصاوب (أُصيب)”.

الرصاصة الثالثة، كانت قاتلة، وأصابت شيرين في رأسها، وتسببت بوفاتها، حسبما يقول السمودي.

ويظهر من مقطع فيديو مصور، التقطه أحد المصورين المتواجدين، أبو عاقلة، وهي ملقاة على الأرض، بجوار جدار، تحت شجرة، بينما تقف زميلتها شذا حنايشة، عاجزة عن تفقدها، بسبب استمرار إطلاق النار.

ولاحقا، وصل عدد من الأشخاص، وحملوا أبو عاقلة، التي أصيبت في رأسها، إلى سيارة، قبل نقلها إلى المستشفى.

ويقول السمودي مواصلا سرد تفاصيل الحادثة: “الجيش الإسرائيلي استهدفنا بشكل مباشر ومتعمد، ولم يكن أي من المسلحين الفلسطينيين في الموقع”.

وأضاف: “كنا في منطقة بعيدة عن الاشتباكات المسلحة، ومكان العملية في موقع آخر، لم نكن نستطيع الوصول إليه بسبب إغلاق الجيش الإسرائيلي لمحيط العملية”.

وكان الجيش الإسرائيلي، قد قال في وقت سابق، إن تقديراته الأولية تشير إلى أن أبو عاقلة، “قُتلت برصاص مسلحين فلسطينيين”.

وفي ذات السياق، نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، شريط فيديو، لمسلح فلسطيني وهو يطلق النار على ما يبدو أنهم جنود إسرائيليين.

وقال بينيت في تغريدة على تويتر: “تم تصوير مسلحين فلسطينيين وهم يقولون: (أصبنا جنديا وهو مرمي على الأرض)، لم يصب أي جندي إسرائيلي وهذا يطرح الاحتمالية بأن هم كانوا أولئك الذين أطلقوا النار وأصابوا الصحافية”.

كما وزع الجيش الإسرائيلي، ذات الشريط.

ولاحقا، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، تشكيل فريق تحقيق خاص، في حادثة قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، صباح الأربعاء، في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية.

وقال كوخافي في تصريح مكتوب حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه: “في هذه المرحلة لا يمكن تحديد مصدر إطلاق النار عليها، ونحن نأسف لموتها”.

وحول تفسيره لأسباب إطلاق الجيش الإسرائيلي النار، يقول السمودي: “الجيش يريد أن يُرهب وسائل الاعلام، لكي لا يغطوا أي عملية قادمة قد تكون أكثر دموية في مخيم جنين”.

ويرفض مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلّة “بتسيلم”، الرواية التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية عن مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، وقال إنها “غير صحيحة”.

وقال كريم جبران، الناطق باسم بتسيلم، في حوار خاص لوكالة الأناضول: “استخدم الجيش الإسرائيلي وحتى الحكومة الإسرائيلية، شريط فيديو لفلسطيني يُطلق النار، وادعوا أن إطلاق النار هذا أدى إلى مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة”.

وأضاف: “ولكن من خلال التحقيق الميداني الذي أجراه مركز بتسيلم فقد اتضح أن الزاوية التي تم منها إطلاق النار من قبل أحد المسلحين لا تتناسب مع الموقع الذي تواجدت فيه أبو عاقلة”.

واعتبر جبران أن ما توصل إليه التحقيق الميداني “يُكذّب رواية الجيش والسلطات الإسرائيلية عن أن أبو عاقلة قُتلت برصاص هذا الفلسطيني”.

من هي أبو عاقلة؟

ولدت أبو عاقلة، في القدس عام 1971، وعُرفت بتغطياتها لأغلب أحداث فلسطين وإسرائيل، خلال عملها مع قناة الجزيرة القطرية، على مدى عقدين ونصف.

وأنهت أبو عاقلة دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الوردية، في بلدة بيت حنينا، بالقدس.

وبعد نجاحها بتفوق في الثانوية العامة، توجهت إلى الأردن والتحقت بجامعة العلوم والتكنولوجيا لدراسة الهندسة المدنية، بناء على رغبة عائلتها، لكنها لم تجد نفسها في هذا التخصص، كما صرحت في مقابلات صحفية.

وبعد نحو عام من دراسة الهندسة، انتقلت إلى جامعة اليرموك، ومنها حصلت على درجة البكالوريوس في الصحافة المكتوبة.

وبعد تخرجها، عملت في عدة وسائل إعلام محلية أبرزها وعالمية، منها إذاعة صوت فلسطين (حكومية) وإذاعة مونت كارلو، حتى التحقت بقناة الجزيرة عام 1997.

ومن المفترض أن يُشيع جثمان أبو عاقلة، الخميس، لمثواها الأخير، بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، قبل نقلها إلى بلدة بيت حنينا مسقط رأسها، كي توارى الثرى.

فيسبوك

Advertisement