Connect with us

مقالات وتقارير

من يقف وراء التحريض ضد اللاجئين في تركيا؟

Published

on

من يقف وراء التحريض ضد اللاجئين في تركيا؟

تصاعدت في الأيام الأخيرة وتيرة التحريض ضد اللاجئين السوريين في تركيا، ضمن حملات يقودها سياسيون على رأسهم رئيس حزب النصر، أميت أوزداغ، الذي تقتصر وعوده الانتخابية على طرد اللاجئين فقط، وسط تساؤلات حول أهداف هذا التحريض الذي يستهدف أمن تركيا واستقرارها واقتصادها.

أوزداغ الذي يختبئ وراء قناع القومية التركية في تحريضه ضد اللاجئين، سياسي من أصل داغستاني، ومولود في اليابان، وسبق أن درس أساليب العمليات الاستخباراتية والحرب النفسية، ودرَّسها وألف فيها. ويبدو أنه يطبق الآن ما درسه ودرَّسه في ذاك المجال لتوجيه الرأي العام التركي، من خلال بث شائعات وأنباء كاذبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتنسيق مع وسائل إعلام تقليدية تجمعها معه ذات الأهداف. كما يحتمي بمظلة السياسة والحصانة البرلمانية التي باتت درع كثير من المجرمين الذين يسعون إلى تقديم أعمالهم المخالفة للدستور والقوانين كـ”معارضة سياسية”، وتصوير معاقبتهم كـ”قمع للحريات”.

عملية التحريض الممنهجة ضد اللاجئين من أخطر المشاكل التي تواجهها تركيا في الوقت الراهن؛ لأن خطورتها تتعدى حدود اللاجئين السوريين لتصل إلى كل أجنبي، سواء من السياح أو الطلاب أو المستثمرين، في الوقت الذي تسعى الحكومة إلى تنشيط السياحة وجذب الاستثمارات لتعزيز اقتصاد البلاد كي يتعافى من آثار جائحة كورونا السلبية، كما يؤدي تأجيج العنصرية إلى تشويه صورة تركيا في العالم.

ومن المؤكد أن كثيرا من المحرضين ضد اللاجئين السوريين في تركيا يفعلون ذلك بسبب عدائهم للإسلام والمسلمين، لأن تحريضهم يقتصر على اللاجئين المسلمين دون غيرهم، وأنهم لا يرون أي مشكلة في استقبال اللاجئين من دول غير إسلامية مثل أوكرانيا.

رئيس حزب النصر والمؤيدون لعنصريته يتحدثون عن اللاجئين وكأنهم مشكلة محضة يجب التخلص منها بأي ثمن. وكان هذا الاعتقاد بدأ ينتشر ليدفع الأحزاب والزعماء السياسيين إلى التنافس في التعهد بإعادة اللاجئين إلى بلادهم لحل هذه المشكلة، حتى تنبه رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان لخطورة الانزلاق نحو معاداة الأجانب والاستسلام للخطاب العنصري من أجل كسب أصوات العنصريين المتطرفين، ورفع صوته معلنا أن تركيا ستواصل استضافة اللاجئين السوريين، ولن تجبرهم على العودة، ولن ترميهم في أحضان القتلة.

ظاهرة اللجوء والهجرة في هذا العصر، وفي الجغرافيا التي تقع فيها تركيا، أمر لا مفر منه، كما أنها ليست مشكلة محضة، بل هي تحتوي على مشاكل وفرص، وتحتاج إلى الإدارة بحكمة وعقلانية، لتفادي جوانبها السلبية، والاستفادة من جوانبها الإيجابية. وبالتالي، يجب أن لا ينظر إلى هذا الملف على أنه عبء لا فائدة منه، بل يمكن أن تحصل تركيا على مكاسب استراتيجية بالغة في الأهمية إن أحسنت إدارته.

أوزداغ ومن على شاكلته يستغلون حوادث فردية يتورط فيها بعض اللاجئين والمهاجرين، علما أن نسبة ارتكاب الجرائم بين اللاجئين المقيمين في تركيا أقل بكثير مما يرتكبه الآخرون المقيمون في دول أخرى، كما أن هناك مؤشرات تشير إلى ضلوع أجهزة استخبارات أجنبية في بعض تلك الحوادث. ويقول خبراء ومراقبون إن النظام السوري يمكن أن يوظف عملاءه لإثارة مشاكل في تركيا لتنسب إلى اللاجئين السوريين، وتشكل مادة دسمة يستغلها العنصريون في تحريض المجتمع التركي ضد اللاجئين.

اللافت في الحوادث الأخيرة، كمقطع الفيديو الذي تم تصويره في منطقة أمينونو بإسطنبول ويهتف فيه عدد من الأفغان “هنا أفغانستان لا أمينونو”، أبطالها مهاجرون غير شرعيين من مواطني أفغانستان وباكستان. وقام المحرضون ضد اللاجئين بتداول ذاك المقطع كدليل على أن تركيا “تحت احتلال اللاجئين والمهاجرين”.

هناك تقارير تشير إلى أن السلطات الإيرانية تنقل اللاجئين الأفغان والباكستانيين إلى الحدود، وتسهل لهم العبور إلى الأراضي التركية، بالتنسيق مع عناصر حزب العمال الكردستاني، لإضعاف تركيا وإشغالها بالداخل، في ظل التوتر الذي تشهده العلاقات التركية الإيرانية لعدة أسباب؛ منها رغبة تركيا في إنجاز مشروع نقل الغاز الطبيعي من كردستان العراق إلى أوروبا عبر الأنابيب، والتقارب الأخير بين أنقرة والرياض، كما يرى مراقبون أن طهران تسعى إلى إبعاد تركيا عن سوريا في ظل انشغال روسيا بغزو أوكرانيا.

العنصرية مرض تعاني منه معظم المجتمعات، وورقة تلعب بها أحزاب سياسية للحصول على نسبة من أصوات الناخبين، إلا أن تأجيجها يسمم أجواء البلاد، ويهدد سلمها الأهلي، ويفتح جرحا عميقا في المجتمع لا يندمل بسهولة. ولذلك، يجب أن تبتعد كافة الأحزاب السياسية الغيورة على مصالح البلاد وحاضرها ومستقبلها عن التحريض ضد اللاجئين والمهاجرين، ليذهب حزب النصر بعنصريته البغيضة ونسبة أصواته الضئيلة إلى الجحيم.

Continue Reading
Advertisement
Comments

فيسبوك

Advertisement
الذهب تركيا اسطنبول
الاقتصاد التركييومين ago

الذهب يتراجع مجددًا.. إليك أسعاره في تركيا اليوم

كم سعر الدولار اليوم في اسطنبول؟
الاقتصاد التركييومين ago

سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار واليورو في إسطنبول

وفاة مأساوية لملكة جمال أوروبا التركية غولر أردوغان خلال محاولتها الفرار من الشرطة
منوعاتيومين ago

وفاة مأساوية لملكة جمال أوروبا التركية غولر أردوغان خلال محاولتها الفرار من الشرطة

الصين تبني أضخم مصنع للسيارات في العالم.. أكبر من مدينة سان فرانسيسكو!
دولييومين ago

الصين تبني أضخم مصنع للسيارات في العالم.. أكبر من مدينة سان فرانسيسكو!

تخفيضات أبريل: شركة سيارات شهيرة تقدم خصومات تصل إلى 251 ألف ليرة تركية
الاقتصاد التركييومين ago

تخفيضات أبريل: شركة سيارات شهيرة تقدم خصومات تصل إلى 251 ألف ليرة تركية

حذفتا العلم.. لاعبتا كرة سلة تثيران الجدل بين السوريين
سوريا اليوميوم واحد ago

حذفتا العلم.. لاعبتا كرة سلة تثيران الجدل بين السوريين

رابط التسجيل في المساعدات السعودية “الكرتونة الخضراء ” من مركز الملك سلمان
منوعاتيومين ago

رابط التسجيل في المساعدات السعودية “الكرتونة الخضراء ” من مركز الملك سلمان

سعر اليورو مقابل الليرة التركية ifc market
الاقتصاد التركي18 ساعة ago

بدء منح 5 آلاف ليرة لجميع الأمهات في تركيا شهرياً.. تفاصيل

مصادر: “دون صفقة تبادل”.. إسرائيل تستعد لاستئناف إدخال المساعدات لغزة بهذه الآلية
منوعاتيوم واحد ago

مصادر: “دون صفقة تبادل”.. إسرائيل تستعد لاستئناف إدخال المساعدات لغزة بهذه الآلية

رابط التسجيل للحصول على المساعدات المالية من برنامج الغذاء العالمي
منوعات18 ساعة ago

رابط التسجيل للحصول على المساعدات المالية من برنامج الغذاء العالمي