مقالات وتقارير
ما الذي يمكن أن يحدث إذا انفجرت قنبلة نووية؟
نشرت مجلة “نيوزويك” (Newsweek) الأميركية تقريرا عن خطر الحرب النووية، وعما سيحدث إذا انفجرت قنبلة نووية، وتأثيرها المباشر، وكم ستمتد منطقة الإشعاع.
واستعانت المجلة بتصميم أعده أليكس ويلرشتاين مؤرخ الأسلحة النووية الأميركي، وهو أستاذ مشارك في معهد ستيفنز للتكنولوجيا. ويطلق على هذا التصميم “نيوكماب”، وهو تصميم لجهاز محاكاة لانفجار القنبلة النووية.
يشتمل نيوكماب على خريطة يمكن للمستخدمين من خلالها تحديد موقع ونمذجة التأثيرات المحلية للانفجار، مع مراعاة العوامل المختلفة؛ مثل قوة السلاح وإذا كان الانفجار على سطح الأرض أو في الهواء.
وتقدر المحاكاة العدد المحتمل للوفيات والإصابات الناتجة عن أي انفجار، بالإضافة إلى نموذج تقريبي للمكان الذي ستنتشر فيه أي تداعيات نووية وأبعاد سحابة الانفجار.
وفي وصف المحاكاة، قال ويلرشتاين إن الهدف من الأداة التعليمية هو مساعدة الناس على تصور تأثير الأسلحة النووية بعبارات بسيطة من أجل مساعدتهم على فهم حجم هذه الانفجارات.
وأوضح ويلرشتاين لنيوزويك أنه أنشأ نيوكماب لأنه من الصعب جدا على أي شخص -حتى هو نفسه- أن يفهم بشكل حدسي حجم التفجيرات النووية، ناهيك عن الاختلافات بين الأنواع المختلفة من الأسلحة النووية.
وذكر التقرير أن نمذجة التداعيات النووية بدقة أمر صعب للغاية لوجود العديد من المتغيرات ذات الصلة، بما في ذلك نوع التضاريس التي تم التفجير عليها أو فوقها والظروف الجوية.
وأوضح أن هناك مراحل لتداعيات التفجير النووي، ومنها ما يسمى السقوط النووي، وهو الإشعاع “قصير المدى” أو البقايا المشعة للانفجار التي تظل نشطة لأسابيع أو أشهر قليلة بعد الانفجار (على عكس السنوات)، والتي “تسقط” من سحابة الانفجار، وذلك يختلف قليلا عن الإشعاع الفوري الذي ينتج عندما ينفجر سلاح نووي.
بعض المقارنات
وعن بعض استخدامات تصميم نيوكماب، قال ويلرشتاين يمكن استخدامه لتقدير ما يمكن أن يحدث للمدن الكبرى في الولايات المتحدة.
وقال -على سبيل المقارنة- إذا تم تفجير قنبلة نووية بقوة “قنبلة القيصر” سيئة السمعة التي طورها الاتحاد السوفياتي في منتصف الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي، وهي أقوى سلاح نووي تم إنشاؤه واختباره حتى الآن على الإطلاق؛ فإن عائد الانفجار سيعادل نحو 50 ميغاطنا من مادة “تي إن تي”. في حين أن القنبلة التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية كان لها عائد انفجار يبلغ نحو 15 كيلوطنا من مادة “تي إن تي”، أي أقل قوة بنحو 3300 مرة من “قنبلة القيصر”.
إقبال كثيف على موقع نيوكماب
وأكد ويلرشتاين أن موقع نيوكماب شهد زيادة “هائلة” في حركة المرور منذ أن بدأت روسيا “غزوها” الشامل لأوكرانيا في وقت سابق هذا العام، لدرجة أنه اضطر إلى ترقية الخادم الذي يستضيف الموقع وتحسينه بشكل جذري.
وأضاف أنه ومنذ فبراير/شباط الماضي، زار الموقع ما يقرب من 9 ملايين شخص، مع وجود أكثر من 300 ألف مستخدم يوميا في بعض الأيام.
ووفقا لهانس كريستنسن ومات كوردا من اتحاد العلماء الأميركيين يُقدر حاليا أن أكبر رأس حربي يمكن إرساله على صاروخ في روسيا يبلغ 800 كيلوطن. وقال ويلرشتاين إنه لن يتفاجأ إذا كان لدى الروس قنابل جاذبية في مدى ميغاطن (مليار كيلوغرام) كما تفعل الولايات المتحدة أيضا.