Connect with us

السياحة في تركيا

قصر دولمة بهجة.. جوهرة معمارية سياحية وشاهد على 166 عاماً من تاريخ تركيا

Published

on

منذ تدشينه قبل 166 عاماً، ما زال قصر دولمة بهجة يعتبر أحد أهم معالم إسطنبول السياحية. وهو عبارة عن قصر يقع في منطقة بشيكتاش وبني على الساحل الأوروبي من مضيق البوسفور، وكان بمثابة المركز الإداري الرئيسي للإمبراطورية العثمانية منذ عام 1856 وحتى 1922.

وحظي قصر دولمة بهجة باهتمام العالم حيث جرى بناؤه على أفضل المواقع في إسطنبول، لاسيما على ساحل مضيق البوسفور الذي يربط البحر الأسود ببحر مرمرة، ويعد أحد أهم الممرات البحرية في العالم.

ومنذ الانتهاء من أعمال بنائه في 7 يونيو/حزيران 1856، استضاف قصر دولمة بهجة السلطان عبد المجيد، والسلطان عبد العزيز، والسلطان عبد الحميد، والسلطان مراد الخامس، والسلطان رشاد، والسلطان وحيد الدين، والسلطان عبد المجيد، بالإضافة إلى مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، الذي توفي في إحدى غرفه عام 1938.

أصل التسمية

ثرية فريدة من نوعها بوزن 4.5 طن جُلبت من لندن إلى إسطنبول (AA)

اسم القصر مركب من شقين: دولمة وهي كلمة تركية الأصل تعني ما يُعبأ ويُقوم بالحجارة والتراب (في حالة البناء)، كلمة بهجة، فارسية الأصل، والتي تعني الحديقة أو البستان. وبالتالي فإن دولمة بهجة تعني حرفياً باللغة العربية “الحديقة المردومة”. وقد سمي القصر بهذا الاسم نظراً لأن الأرض التي شُيد عليها القصر كانت أرض خليج على شاطئ البوسفور جرى ردمها في القرن السابع عشر.

فقد عُرفت المنطقة التي يقع فيها قصر دولمة بهجة “Dolmabahçe” بأنها خليج صغير يشبه الميناء الطبيعي، حيث لجأت السفن إليه مرات عديدة منذ العصور القديمة. يشاع أيضاً أنه المكان الذي أنزل فيه محمد الفاتح سفنه للهبوط على القرن الذهبي خلال فتح إسطنبول في منتصف القرن الخامس عشر.

في العهد العثماني، جرى ردم هذا الخليج وأنشئ فوقة ساحة حيث أقيمت المراسم البحرية التقليدية لسفن القبطان. اعتباراً من القرن السابع عشر تحولت الساحة وأصبحت حديقة خاصة بالسلطان تحت اسم دولمة بهجة. أما القصر الخشبي والجناح الذي جرى بناؤه في هذه الحديقة الخاصة حتى القرن التاسع عشر كان يسمى “قصر شاطئ بشيكتاش”.

بناء قصر دولمة بهجة

برج الساعة في ساحة قصر دولمة بهجة.  (AA)

أمر السلطان عبد المجيد (1839-1861)، البدء ببناء قصر دولمة بهجة في 13 يونيو/حزيران 1843 في موقع يطل على مناظر رائعة لمضيق البوسفور، وذلك بعدما شعر أن قصر شاطئ بشيكتاش بات غير قادر على توفير وظائف الترف والرفاهية.

وهناك رواية تفيد بأن السلطان عبد المجيد أراد بناء قصر مترف يضاهي قصور وقلاع أوروبا، بعكس قصر توب كابي الذي كان يفتقر إلى مظاهر الترف، فقرر بناء قصر خاص به يصل القارتين الأوروبية والآسيوية، لينافس به قصر فرساي في فرنسا.

وعلى الرغم من أن قصر دولمة بهجة يبدو وكأنه قصر غربي الطراز عند النظر إليه من الخارج، لكن عند دخولك إلى داخله يمكنك رؤية تفاصيل التقاليد والثقافة العثمانية في الخطوط العريضة، حيث جرى تصميمه وفقاً لتصميم القصور والمنازل التركية التقليدية.

شارك في بناء القصر العديد من المعماريين الأتراك والأجانب، منهم عبد الحليم بك، وألتونيزاد إسماعيل زوهتو باشا، وكارابت باليان، وأوهانس سيرفريان، ونيكوغوس باليان، بالإضافة إلى جيمس ويليام سميث.

مواصفات القصر

بصرف النظر عن المبنى الرئيسي الذي يمتد بشكل موازٍ للبحر على طول الساحل، يتكون قصر دولمة بهجة من أقسام مخصصة لأغراض مختلفة مثل البيت الزجاجي والمسبك وبيت الطيور والإسطبل. ومن بين هذه الهياكل، ديوان ولي العهد والسلطان الثاني. يوجد أيضاً برج الساعة الذي تمت إضافته في عهد عبد الحميد (1876-1909).

المبنى الرئيسي، الذي يتكون من طابقين عاديين، مقسم وظيفياً إلى ثلاثة أقسام، هي: “سلاملك” حيث تجري إدارة الدولة، و”حرملك” القسم الخاص بحياة السلطان وأسرته، و”صالون المعايدة” وهو مخصص للقاء السلطان مع أعيان الدولة في المناسبات الهامة للدولة.

فيما يحتوي القصر على 285 غرفة و44 صالة و68 مرحاض و6 حمامات. وهو بمثابة أكبر قصر في تركيا كمبنى أحادي الكتلة جرى بناؤه على مساحة 14.595 متر مربع.

أما بخصوص تصميمه، فقد جرى استخدام الأشكال المعمارية الغربية مثل الباروك والروكوكو والنيو كلاسيك في بناء القصر الذي يلتزم بتقاليد القصر العثماني من حيث الوظيفة والتنظيم المعماري وخصائص الأريكة الوسطى والمنزل التركي بزاوية غرف؛ تم دمج عناصر الفن والثقافة العثمانية التقليدية مع التفاهم الغربي وتم التوصل إلى تفسير جديد.

ولتزيين جدران القصر وزخرفته، جرى استخدام سجاد من الحرير المصنوع يدوياً في مقاطعة “Hereke”، وبلورات وكريستالات من طراز “Baccarat”، وخزف “Sèvres” و”Yıldız”، بالإضافة إلى الهدايا المرسلة من قبل مختلف المسؤولين الحكوميين واللوحات من قبل الرسامين الغربيين.

وهناك أيضاً الثريا الفريدة من نوعها مع 664 حامل شموع ووزنها 4.5 طن صممها فريدريك ريكسون في لندن. جاءت هذه الثريا المهيبة من إنجلترا إلى إسطنبول في 67 صندوقاً.

فيسبوك

Advertisement