منوعات
عمل صيني إماراتي.. فيلم من إنتاج جاكي شان على أنقاض مدينة سورية مدمرة (فيديو)
في مدينة أشباح مهجورة منذ عام 2018 ووسط ركام الأبنية المدمرة بعد سنوات طويلة من القصف السوري الروسي، تقع منطقة “الحجر الأسود” التابعة لمحافظة دمشق السورية، التي تم اختيارها لتصوير مشاهد من فيلم جديد من إنتاج جاكي شان؛ مما أثار غضب الكثيرين الذين رأوا في هذا العمل استغلالاً لمأساة شعب منكوب.
لكن لماذا تم اختيار هذا الموقع وما قصة هذا الفيلم؟ وهل سيزور جاكي شان مدينة الحجر الأسود التي ستصور فيها المشاهد؟ إليكم التفاصيل كاملة في هذا التقرير:
الفيلم بالتعاون بين شركتي إنتاج صينية وإماراتية والنظام السوري الحاكم
في 14 يوليو/تموز من عام 2022، بدأت شركة إنتاج الأفلام الصينية SYX Pictures التي مقرها الإمارات العربية المتحدة وشركة Art Maker Production الإماراتية، تصوير فيلم “Home Operation” بالتعاون مع حكومة النظام السوري في مدينة الحجر الأسود القريبة من مخيم اليرموك بالعاصمة السورية دمشق.
ووفقاً لما جاء في موقع ديجيتال ستوديو مي، فإن المنتج التنفيذي للفيلم هو الممثل والمخرج والمنتج السينمائي الصيني جاكي شان إلى جانب المخرج سونغ يينكسي.
مستوحى من عملية حقيقية قامت بها الحكومة الصينية في اليمن
تدور أحداث الفيلم عن الحرب الأهلية في دولة شرق أوسطية متخيلة تدعى “بومان” في العام 2015، ويمجد العمل الدرامي دور السلطات الصينية في عملية الإخلاء البطولية التي استطاعت إجلاء أكثر من 600 مواطن صيني، بالإضافة إلى أكثر من 200 مواطن من دول أخرى خلال تلك الفترة.
ويصور الفيلم الدبلوماسيين الأعضاء في الحزب الشيوعي، الذين تحدوا المخاطر في بلد مزقته الحرب وأخذوا جميع المواطنين الصينيين بأمان على متن سفينة حربية لوطنهم سالمين.
وعلى الرغم من أن البلد المذكور في الفيلم هو خيالي، إلا أن أحداث الفيلم مستوحاة من عملية إجلاء حقيقية قامت بها الحكومة الصينية لإخراج مواطنين صينيين وأجانب ودبلوماسيين، خلال الحرب التي بدأت في اليمن عام 2015، كما ذكر موقع (آي إم دي بي) المتخصص في الأفلام والمسلسلات.
المدينة المنكوبة جذبت منتجي الفيلم؛ لأنها “استوديو تصوير غير مكلف”..
وفقاً لموقع Hurriyet Daily News، وقع الاختيار على مدينة “الحجر الأسود” السورية المدمرة بدلاً من إحدى مدن اليمن؛ لأنها تعتبر آمنة وتحت سيطرة النظام السوري، لكن اليمن ما زال يعتبر مكاناً خطيراً للغاية للتصوير.
كما قال المخرج رواد شاهين، من فريق تصوير الفيلم في لقاء للموقع ذاته، إن المناطق التي دمرتها الحرب في سوريا قد تحولت إلى استوديو سينمائي يجذب منتجي الأفلام؛ لأن بناء استوديوهات مشابهة لهذه المناطق مكلف للغاية، لذلك تعتبر هذه المناطق منخفضة التكلفة.
كما صرح فريق الإنتاج بأنه يخطط لاستخدام عدة مواقع أخرى للتصوير في سوريا، حيث تم أيضاً تصوير أعمال سنيمائية لإيران وروسيا فيها.
من هو كادر الممثلين؟ وهل سيزور جاكي شان سوريا؟
يظهر الممثلون الموجودون في موقع التصوير بملابس قبلية يمنية بالإضافة إلى وجود طاقم تصوير صيني وكادر في الخلفية من المواطنين السوريين الذين يرتدون الزي الرسمي العادي.
وعلى الرغم من أن جاكي شان هو المنتج الرئيسي للفيلم، إلا أنه لا توجد خطط لزيارته لسوريا.
العلاقة بين الصين والنظام السوري تدعم هذا التعاون
تعتبر الصين، إحدى الدول القليلة التي أقامت علاقات دبلوماسية جيدة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وكان سفير الصين حاضراً عند إطلاق جلسة التصوير في سوريا، والتي من المتوقع أن تستمر عدة أيام.
كما رفعت في منطقة التصوير لافتة حمراء بثلاث لغات، العربية والصينية والإنجليزية، للاحتفال كتب عليها “السلام والحب”.
استنكار للفيلم عبر وسائل التواصل الاجتماعي
أثار اختيار الشركة الصينية الإماراتية مدينة الحجر الأسود المنكوبة لتصوير مشاهد الفيلم موجة من الغضب بين المواطنين والناشطين السوريين على منصات التواصل الاجتماعي لما اعتبروه “استهزاءً بدماء السوريين”، خاصة أن الشركة اختارت تصوير المشاهد في سوريا لتوفير المال وحتى لا تتكلف بناء الموقع المناسب.
نبذة عن تاريخ مدينة الحجر الأسود
كانت الحجر الأسود إحدى ضواحي دمشق المكتظة بالسكان وتقع بجوار مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وقد أصبحت المنطقتان من النقاط الساخنة الرئيسية في الصراع السوري الذي اندلع في عام 2011، مما تسبب في نزوح العديد من سكانها، خاصة بعد أن سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على جزء منها في عام 2015، مما جعلها نقطة تماس وحرب مستمرة بين الطرفين تسببت في تسوية المدينة كاملة بالأرض لتصبح مهجورة.
استعادت القوات الموالية للحكومة السورية سيطرتها على الحجر الأسود ومخيم اليرموك في عام 2018 لتصبح العاصمة دمشق بأكملها تحت سيطرته.
وعلى الرغم من عودة القليل من السكان إلى الأجزاء الأقل تضرراً في الحجر الأسود، لكن معظمها غير مأهول حتى اليوم.