صحة
فائز بجائزة نوبل.. عالم تركي يقدم حلًا لعلاج سرطان الدماغ
تمكن العالم التركي الحائز على جائزة نوبل للكيمياء عزيز سنجار من التوصل إلى حل يشكل بارقة أمل لمرضى سرطان الدماغ، وذلك بعد اكتشافه تأثير جُزَيْء يمكن أن يساهم في علاج أورام الدماغ بلا إضرار بالخلايا العصبية.
وعمل سنجار المقيم في الولايات المتحدة لسنوات بالبحث عن علاج لإصلاح الخلل في الحمض النووي الذي يصيب مرضى سرطان الدماغ، فأظهرت دراسة علمية أشرف عليها أن الجزيء المسمى EdU يمكن استخدامه لعلاج أورام المخ بلا إضرار بالخلايا العصبية.
وأشار سنجار في تصريحات لوسائل إعلام محلية إلى أن الدراسة تشكل بارقة أمل كبرى لتقديم علاج لمرضى سرطان الدماغ، إذ ستفتح الباب لتطوير عقاقير تقتل الورم بلا إتلاف للخلايا العصبية لدى المرضى.
تركيا في طريقها لتكون الوجهة الأولى لزراعة الشعر
وتعد الدراسة المنتظر نشرها في العدد الأول من مجلة PNAS، وهي من أهم المنشورات العلمية في أمريكا، بصيص أمل مهم لورم في المخ يسمى الورم الأرومي الدبقي الذي يصعب علاجه.
ولفت سنجار إلى أن جُزَيْء EdU كان يتصرف كما لو أن DNA قد تضرر في الحمض النووي السليم ويفعِّل آلية الإصلاح، معرباً عن دهشته من تأثير الجزيء على الخلايا.
كهف في تركيا مفيد لمرضى الربو.. أسعار الدخول وكيفية الوصول
وتابع: “وضعنا جُزَيْء EdU وسط خلايا سليمة جرى تغذيتها، ورأينا أنه من خلال تنشيط آلية إصلاح الخلية، فإن هذا الجزيء يُقطع من دون توقف. عندما يجري تحرير الجزيء الذي جرت إزالته فإنه يدخل الجينوم مرة أخرى، وتقطعه الخلية مرة أخرى، وتستمر الدورة العمياء. في النهاية تموت الخلية التي لا تستطيع التعامل مع EdU (موت الخلايا المبرمج)”.
ونوّه إلى أنه في السابق كان من المعروف أن جُزَيْء EdU متوسط السمية، لكن آلية تأثيره كانت لغزاً، ورغم وجود دليل على قتله الخلايا السرطانية لم يتابع أحد هذه النتائج”.
أحد أكثر الأورام خطورة
تعد أورام الدماغ التي تسمى الورم الأرومي الدبقي واحدة من أكثر الأورام عدوانية، إذ إن متوسط عمر المريض المصاب بالورم الأرومي الدبقي هو 15 شهراً رغم العلاج.
وتبلغ نسبة الإصابة بالمرض نحو 1 من كل 100 ألف شخص، لكنها ارتفعت مؤخراً لتصل إلى 3.25 في 100 ألف، وتعد شيخوخة السكان وتلوث الهواء والتعرض للمعادن الثقيلة وتطور إمكانيات التشخيص مقارنة بالماضي عوامل مؤثرة في ارتفاع نسبة الإصابة.
يعيش 5% فقط من مرضى الورم الأرومي الدبقي لمدة 5 سنوات، وهو أكثر شيوعاً في أوروبا وأمريكا الشمالية، وأكثر شيوعاً بين الرجال منه لدى النساء.
السبب في قصر عمر المريض على الرغم من العلاج هو أن أدوية العلاج الكيميائي المستخدمة حالياً لا يمكن أن تمر عبر ما يسمى حاجز “الدم في الدماغ” في الدماغ ولا يمكن أن يكون لها تأثير.
ويعتقد سنجار أن سرطان الدماغ يمكن أن يُقتل بلا إتلاف للخلايا العصبية أي الأعصاب، باستخدام جُزَيْء EdU. والسبب في ذلك أنه في حين أن الأورام تصنع الحمض النووي فإن خلايا الدماغ لا تفعل ذلك لأن خلايا الدماغ لا تصنع الحمض النووي، أي أنها لا تتكاثر، فلا يجري استهدافها بواسطة جُزَيْء EdU.