عربي
“مخيب للآمال”.. ردود غاضبة من عودة علاقات حماس مع دمشق
لاقت خطة حركة حماس، لإعادة العلاقات مع النظام السوري، انتقادا واسعا في أوساط السوريين، سيما أن الحركة ستضع يدها بيد بشار الأسد المسؤول عن مقتل نحو 307 آلاف مدني، واعتقال أكثر من 150 ألف مدني آخرين، وتهجير ونزوح ما يزيد على الـ13.5 مليون شخص من منازلهم، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، جراء تمسكه بالسلطة ورفض تقديم إصلاحات في البلاد.
انحراف البوصلة
وأكد المجلس الإسلامي السوري المعارض، أن حركة حماس قررت إعادة العلاقات مع النظام السوري، غير آبهة بنصائح علماء الأمة ولا بمشاعر ملايين السوريين الذين عذّبهم وهجّرهم وقتل ذويهم هذا النظام.
واستنكر المجلس خطوة حماس، معتبرا أن الحركة انحرفت بوصلتها عن القدس وفلسطين، مؤكدا في الوقت ذاته أن قضية فلسطين هي قضية كبرى من قضايا الأمة، ولا تقل عنها قضايا دمشق وبغداد وصنعاء وبيروت التي تحتلها مليشيات إيران الطائفية.
وأضاف أن “التفريط بهذه القضايا لأجل قضية واحدة ضرب من الخذلان والتنكر وتفريق الأمة ما يضر بوحدتها”.
من جانبه، أعلن الوزير الفلسطيني السابق والمنتمي لحركة حماس، عيسى خيري الجعبري، براءته من إعلان الحركة “إعادة علاقتها بالنظام السوري المجرم”، معربا عن أمله في أن يعود قادة “حماس” لنهج الحق والصواب.
موقف مخيب للآمال
عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري محمد علي ياسين، أكد أن موقف المعارضة السورية يقوم على التفريق بين القضية الفلسطينية وبين متصدري مشهدها الساعين للتطبيع مع نظام قتل وهجر ملايين السوريين.
وقال في تصريحات لـ”عربي21” إن “مواقف النخب السياسية المتصدرة للمشهد في فلسطين مخيبة لآمال أشقائهم السوريين -مع تفهمنا لحاجاتهم واضطرارهم- لكن هذا الاضطرار لا يجوز بحال أن يكون دفعه على حساب معاناة أشقائهم ووضع يدهم في يد المجرمين الذين أمعنوا في ظلمهم”.
وأضاف: “أقل ما يقال في موقفهم هذا أنه لا أخلاقي كما أنه لا يصب في مصلحة القضية الفلسطينية على المدى الاستراتيجي حيث تحتاج الدعم من الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم الحر وهذه الازدواجية في دعم المجرمين في الوقت الذي يشتكون فيه من إجرام الكيان الصهيوني سيفقدهم تعاطف الكثير من الشعوب مما يؤثر على القضية التي يمثلونها”.
وأشار إلى أن الخلل في رؤية النخبة المتصدرة للمشهد السياسي في غزة، أنها تعتبر قضيتها قضية الأمتين العربية والإسلامية، في حين أنها تتصرف من منطلق وطني بعيدا عن مراعاة مصالح الأمتين، حيث تسعى لتطبيع العلاقات من النظام المجرم وداعميه، الذين طعنوا الأمة في دمشق وبغداد وصنعاء ولبنان.
وشدد على أن إيمان السوريين بعدالة القضية الفلسطينية، ازداد بعد الظلم والعدوان الذي تعرض له الشعب السوري على يد بشار الأسد، لكن الفرق بين القضيتين أن أبناء فلسطين يتعرضون للظلم والعدوان من عدو خارجي محتل، في حين يتعرض شعبنا لأضعاف هذا الظلم والعدوان على يد نظام الحكم الذي استدعى الاحتلال الروسي والإيراني لقمع شعبه وقتله.
تقديرات حماس
الباحث في العلاقات الدولية، أدهم أبو سليمة، رجح أن يحتاج طريق عودة العلاقات بشكل كامل بين حماس والنظام السوري إلى وقت طويل، لأن السنوات العشر الأخيرة شهدت تحولات عميقة في شكل النظام السياسي السوري، كما أن الفاعلين الرئيسيين في رأس النظام ليسوا متفقين أو متشجعين لاستعادة هذه العلاقة، وفي المحصلة فهذا اجتهاد سياسي كبير من حركة حماس.
وأشار إلى أن حراك حماس لاستعادة العلاقات مع النظام السوري، جاء بالتزامن مع تحركات للاحتلال لحصار الحركة وخنقها داخل قطاع غزة المحاصر، لافتا إلى أن حماس كحركة مقاومة فلسطينية، دأبت مؤخرا على رفع وتيرة نشاطها السياسي الدولي والإقليمي، عبر زيارة عدة بلدان بينها روسيا والجزائر وتركيا وإيران وغيرها.
وأوضح في تصريحات لـ “عربي21″، أن حماس اتجهت للتحرك في المربع المنسجم إلى حد ما مع مشروعها المقاوم، بعد الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، التي حملت عنواناً واضحا وهو “تعزيز الأمن القومي الإسرائيلي”، مضيفا: “هذه واحدة من نقاط الالتقاء مع النظام السوري”.
وتعتقد الحركة وفق الباحث في العلاقات الدولية، أن استعادة العلاقات مع النظام سيعزز وجودها حول فلسطين في ظل مشاريع التصفية التي يتعرض لها اللاجئون في دول الطوق، بالإضافة إلى تأمين خطوط الإمداد لجهازها العسكري، ومجموعة أخرى من المكتسبات.
“حماس” تقدر الأسد
وكانت حركة حماس أعلنت في بيان نشرته معرفاتها الرسمية أنها قررت استئناف علاقاتها مع النظام السوري، وأعربت عن تقديرها للجمهورية العربية السورية “قيادةً” وشعبًا.
وأشار بيان الحركة إلى أن “حماس” تتطلع لأن تستعيد سوريا دورها ومكانتها في الأمتين العربية والإسلامية، لافتة إلى أنها تدعم كل الجهود المخلصة من أجل استقرار وسلامة سوريا، وازدهارها وتقدمها.
وأدانت الحركة العدوان الإسرائيلي المتكرر على سوريا وخاصة قصف مطارَيْ دمشق وحلب مؤخرًا، مؤكدة وقوفها إلى جانب سوريا في مواجهة هذا العدوان.