أخر الأخبار
زلزال تركيا وسوريا.. ما مصير المنكوبين وكيف تتم إغاثتهم؟
مع مرور الوقت، بدأت تتضح حجم الكارثة الإنسانية الناتجة عن الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وامتدت آثاره إلى سوريا، إذ فقد عشرات آلاف السكان في البلدين منازلهم، وباتوا في العراء أو في سياراتهم أو في مراكز للإيواء، وتسارع السلطات ومنظمات المجتمع المدني في البلدين لحشد جهود الإغاثة عن طريق توفير المواد الأساسية للعيش من سكن وأغذية وغير ذلك.
ففي تركيا، قالت السلطات إن نحو 13.5 مليون شخص تضرروا في منطقة مساحتها نحو 450 كيلومترا من أضنة في الغرب إلى ديار بكر شرقا، وفي 300 كيلومتر من ملاطية شمالا إلى هاطاي في الجنوب.
ومن جانبها ذكرت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء أن عدد المتضررين جراء الزلزال المدمر قد يصل إلى 23 مليونا في تركيا وسوريا.
وقد أحصت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) نحو 5 آلاف و775 مبنى دمر جراء الزلزال، وبالشمال السوري قالت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني العامل بمناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد دمشق) إن أكثر من 210 مبنى انهار بشكل كامل، وأكثر من 520 مبنى آخر انهار بشكل جزئي، فضلا عن تصدّع آلاف الأبنية والمنازل شمال غرب البلاد.
ولا تشمل هذه الأرقام مناطق سيطرة نظام الأسد والتي طالتها أضرار الزلزال، ويتعلق الأمر بمحافظات حلب واللاذقية وطرطوس وحماة.
تحركات
ذكر فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركي اليوم أن 52 ألف شخص من المنكوبين يعيشون في مراكز للإيواء، في حين ذكر رئيس إدارة الكوارث والطوارئ يونس سيزر أنه جرى إرسال حوالي 65 ألف خيمة لمناطق الزلزال، فضلا عن 300 ألف بطانية.
وصرح الرئيس رجب طيب أردوغان أن سلطات بلاده تعتزم فتح فنادق بمدينة أنطاليا السياحية غربي البلاد لإيواء المتضررين من الهزات بشكل مؤقت، وأضاف أن بلاده خصصت مبلغا أوليا قدره 100 مليار ليرة (5.26 مليارات دولار) للمساعدات الطارئة وأنشطة الدعم.
وقد نامت الكثير من العائلات المتضررة جراء الزلزال بتركيا وسوريا في العراء أو داخل سياراتها بالشوارع، أو في خيام وفرتها السلطات.
وحولت السلطات التركية قاعات رياضة ومدارس ومساجد إلى مراكز لإيواء الناجين. لكن، خشية من وقوع هزات جديدة، فضل الكثير من السكان تمضية الليل في العراء، كما هو حال مدينة شانلي أورفا جنوب شرقي البلاد.
يقول مصطفى كويونجو -البالغ 55 عاما- وقد جلس في سيارة العائلة مع زوجته وأطفالهما الخمسة “من لا يخاف؟ الجميع يخاف!”.
وفي مدينة حماة (وسط سوريا) فتحت المساجد أبوابها للأُسر التي تضررت منازلها.
وقال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في بيان، إن الوضع كارثي شمالي البلاد في ظل انهيار المباني والتصدعات الحادة ونقص الإمكانيات والخدمات، وعدم توفر مراكز الإيواء ونقاط التجمع الآمنة، وظروف الطقس العاصفة والمثلجة.
وتتسارع تحركات المجتمع المدني داخل تركيا وسوريا، وفي باقي دول العالم، لجمع التبرعات النقدية والعينية لتوفير المساعدات الضرورية لإغاثة المنكوبين في كلا البلدين.
عوائق
ويعيق الطقس الشتوي القارس في تركيا وسوريا جهود توصيل المساعدات للمتضررين، مما فاقم محنة النازحين واللاجئين، إذ تعيش بعض المناطق في كلا البلدين بلا وقود ولا كهرباء.
وعبَر مسؤولو مساعدات عن قلقهم -على نحو خاص- إزاء الوضع في سوريا التي تعاني بالفعل أزمة إنسانية بسبب الحرب المستمرة منذ قرابة 12 عاما.
يقول المصطفى بنلمليح منسق الشؤون الإنسانية المقيم التابع للأمم المتحدة -في تصريح لوكالة رويترز- إن البنية التحتية متضررة والطرق التي كانت تُستخدم في الأعمال الإنسانية متضررة.
وقد صرحت ماديفي صن سون المتحدثة باسم عمليات تنسيق المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أن عمليات نقل المساعدات العاجلة لشمال سوريا عبر تركيا توقفت إلى أجل غير مسمى، وذلك جراء الدمار الهائل الذي خلفه الزلزال بالبنية التحتية والطرق.