Connect with us

منوعات

عادة سودانية ولا أغرب في الأعراس.. جلد الضيوف بالسياط!

Published

on

كأنما أصابه مسٌ جنونيٌّ، فمحمد، لم يشعر بنفسه، إلا واثباً، ليقف كالطود، ويتلقى ضربات السوط اللاهبة تنهال على ظهره العاري تباعاً.

وما هي إلا هنيهة حتى نزلت قطرات الدم توالياً فوق إزاره الأبيض المشدود في وسطه باللون الأحمر القاني وسط إيقاعات الطبول الشعبية الصاخبة، وزغاريد النسوة التي تشعل حماس الحاضرين ونشوتهم في المناسبة السعيدة.

بتلك العبارات وصف محمد إسماعيل لـ”العربية.نت” لحظات عاشها في أحد الأعراس لم تمحَ من ذاكرته على الرغم من تجاوزه اليوم الخامسة والسبعين من عمره.

بل كشف أن الوقوف لضربات السياط لا يزال يستهويه، وقال: “عندما أشاهد السياط تتراقص أمامي في حلبة رقص، أنقلب إلى شخص آخر ولا يهدأ بالي إلا بعد أن تهوي ضربات السوط على ظهري. ولا يهمني كثيراً ما يحدث بعدها حتى لو مت!”.

بيوت الأعراس

يشار إلى أن الجلد في بيوت الأعراس، المعروفة شعبياً بـ(البطان) – بضم الباء وفتح الطاء – تشتهر بها القبائل السودانية والمجموعات السكانية، القاطنة في ولاية نهر النيل شمال البلاد، خاصة قبيلة الجعليين.

والبطان عادة سودانية مُوغلة في القدم، قاومت الاندثار أو الانحسار، وإلى يومنا هذا لا يزال مشهد السياط يلهب الظهور العارية أمراً مُغرياً يستحق التضحية.

ولا تقف ممارستها عند مناطق قصية، بل تمددت حتى وصلت إلى بعض حفلات التخرُّج بالجامعات السودانية.

من أحد الأعراس في السودان (فرانس برس)

فروسية وشجاعة؟

وتحوّل الجلد أو البطان، لتراث شعبي مرتبط بالفروسية والشجاعة والرجولة. كما ترمز تلك العادة إلى الصبر والثبات وقوة التحمُّل، حيث يقف الشخص كالصخرة بلا حراك، لأن صدور أي حركة أثناء الجلد المُبرح يخصم من رصيده!

فكلما كان ثابتا تحت ضربات السياط، انتزع إعجاب الحاضرين وزغاريد النسوة.

منقوع بالقطران

إلى ذلك، هناك شروط لا بد من اكتمالها لبدء البطان، أولها توفر سوط (كرباج)، ويُصنع من الجلد المنقوع بالقطران لاكتساب المرونة وإيقاع الألم، و (الدلوكة) وهي طبلٌ مجوفٌ مصنوعٌ من الفخار والجلد ويصدر إيقاعات حماسية عبر كفوف النسوة، ضاربات الإيقاع، ويشتهر بمناطق وسط وشمال السودان وتستخدم في المناسبات السعيدة كالزواج.

عوامل سيكولوجية

لكن لتلك العادة أيضا عوامل سيكولوجية، بينها رغبة الرجل في لفت الانتباه بقدرته على احتمال الآلام الفظيعة، كما أوضحت اختصاصية علم النفس بجامعة الأحفاد للبنات نون شرفي لـ”العربية.نت”.

كما اعتبرت أن البعض يخشى كسر العادات والتقاليد السائدة، ما يجعل تلك الظاهرة تسود وتمدد وتقاوم الاندثار.

من السودان (رويترز)

من جهتها، رأت اختصاصية علم الاجتماع الدكتورة أسماء جمعة ، “أن التقاليد الاجتماعية تموت وتحيا وتتغير وتحل محلها عادات جديدة مع مرور الزمن وحسب الظروف التي يمر بها المجتمع، فإن كانت الظروف التي يمر بها المجتمع قوية يكون التأثير قوياً، فالحداثة والمدنية والعلم والوعي وجودة الأحوال الاقتصادية كلها أمور لها يد في تغيير العادات

كما أضافت قائلة “أما إذا لم يتأثر المجتمع بالحداثة فيظل محافظاً على التقاليد نفسها فترة طويلة”، معتبرة أن كثيرا من التقاليد السودانية لم تتغيّر أو عادت للظهور مرة أخرى بسبب الظروف السياسية والاقتصادية وحالة عدم الاستقرار التي جعلت المجتمع يعود إلى التكتلات الاجتماعية التقليدية مثل القبيلة.

Continue Reading
Advertisement
Comments

فيسبوك

Advertisement
الاقتصاد التركي51 دقيقة ago

سعر الذهب في تركيا اليوم 25 نوفمبر.. انخفاض جديد بعد حالة الاستقرار العالمية

الرياضية اليوم55 دقيقة ago

“دوري إنجليزي وآسيا للنخبة”.. مواعيد مباريات اليوم الاثنين والقنوات الناقلة

أخر الأخبارساعتين ago

إغلاق بعض محطات المترو في إسطنبول بعد الساعة 15.00 اليوم

أخر الأخبارساعتين ago

مجزرة في إسطنبول… رجل يقتل 5 من أفراد عائلته وينهي حياته (صور)

عربيساعتين ago

الإمارات تنهي فترة السماح للزوار والمقيمين بشكل نهائي وتطالبهم بالمغادرة في الحال

تركيا الآنساعتين ago

رابط التسجيل في المساعدات الأردنية (الكرتونة الأردنية)

تركيا الآن3 ساعات ago

اندلاع حريق على متن طائرة ركاب روسية في مطار أنطاليا

تركيا الآن14 ساعة ago

تحذيرات من أمطار غزيرة وثلوج كثيفة على إسطنبول

عربي15 ساعة ago

السعودية تعلن أشياء جديدة ممنوعة على القادمين الى المملكة بتأشيرة عمرة

عربي15 ساعة ago

صدمة للمغتربين .. الداخلية السعودية تعلن عن 3 جنسيات سيتم ترحيل العديد من مواطنيها وطردهم من المملكة