عربي
السودان.. معارك متواصلة تخلف 420 قتيلاً ودول تواصل إجلاء مواطنيها
أفادت منظمة الصحة العالمية، السبت، بارتفاع حصيلة القتلى جراء الاشتباكات في السودان إلى 420 والإصابات إلى 3700.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية، منها وكالة أسوشيتد برس، بأن أكثر من 420، بينهم 264 مدنياً، قُتلوا، فيما أصيب أكثر من 3700 آخرين في الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وكانت الصحة العالمية، قالت في بيان، الجمعة، إن حصيلة الضحايا بلغت 413 قتيلاً و3 آلاف و551 جريحاً.
وقال وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم، في تصريح تلفزي، إنه رُصد أكثر من 400 وفاة في كل مستشفيات البلاد.
لكن لجاناً طبية مستقلة تحدثت، عبر بيانات، عن صعوبة الحصول على عدد كامل ودقيق للضحايا في ظل عدم وصول بعضهم إلى المستشفيات وانتشار جثث في الشوارع وعدم القدرة على التعامل معها جراء القتال.
تسارع عمليات الإجلاء
في غضون ذلك، تسارعت الأحد عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان من قبل دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وأفاد شهود لوكالة الصحافة الفرنسية بأن أصوات إطلاق الرصاص ودوي الانفجارات وتحليق الطيران الحربي تواصل الأحد في الخرطوم، رغم دعوات التهدئة.
وترافق تسارع إجلاء المواطنين الأجانب، مع تزايد المخاوف على مصير السودانيين عند انتهاء هذه العمليات.
ووصلت الأحد إلى جيبوتي طائرتان عسكريتان فرنسيتان تحملان زهاء 200 شخص من الرعايا الفرنسيين وجنسيات أخرى جرى إجلاؤهم من السودان، وفق ما أفادت الخارجية الفرنسية.
وأعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الأحد إجلاء جميع مواطنيها الذين طلبوا مغادرة السودان.
وكان وزير خارجيتها أنطونيو تياني ذكر في وقت سابق الأحد أن الجيش الإيطالي أجلى “نحو 200 شخص بينهم مواطنون سويسريون وأعضاء في السفارة الرسولية”.
وأعلن الجيش الألماني أن طائرة تابعة له توجهت إلى الأردن “تحمل 101 شخص جرى إجلاؤهم”، مضيفاً أن ثلاث طائرات من طراز إيه-400-إم وصلت إلى السودان لغرض الإجلاء.
وبدوره، أعلن الأردن، الأحد، إجلاء 343 أردنياً وفلسطينياً وعراقياً وسورياً وألمانياً من السودان على متن 4 طائرات عسكرية أقلعت من مطار بورتسودان الدولي، متّجهة إلى مطار ماركا العسكري في العاصمة عمّان.
جاء ذلك وفق بيان لوزارة الخارجية الأردنية.
وذكر البيان: “بتوجيهات ملكية سامية أقلعت 4 طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني من مطار بورتسودان الدولي بجمهورية السودان الشقيق متجهة إلى مطار ماركا العسكري بالعاصمة عمّان”.
وأوضح البيان أن الطائرات “تحمل على متنها 343 مواطناً من أبناء الجالية الأردنية ورعايا من الأشقاء في دولة فلسطين وجمهورية العراق وسوريا وألمانيا الاتحادية الصديقة”.
وكان الأردن، قد أعلن السبت، بدء إجلاء مواطنيه من السودان، بالتنسيق مع السعودية والإمارات.
أما إسبانيا فقد أجلت نحو 100 شخص على متن طائرة عسكرية، من بينهم 30 إسبانيا، حسب ما أفادت وزارة الخارجية ليل الأحد.
وأفادت وزارة الخارجية المصرية مساء الأحد عن “إجلاء 436 مواطناً من السودان عبر الإجلاء البري بالتنسيق مع السلطات السودانية” الأحد.
وأوكلت دول مثل بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة، إلى قواتها المسلحة إنجاز عمليات الإجلاء.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنجاز لندن “عملية إجلاء سريعة ومعقدة” لدبلوماسييها وعائلاتهم.
والأحد، أعلنت السويد إرسال زهاء 150 عسكرياً لإجلاء دبلوماسيين ورعايا، في حين أكدت النرويج إجلاء سفيرها واثنين من الدبلوماسيين.
وأتى ذلك بعد ساعات من تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن قوات بلاده “نفّذت عملية” لإخراج موظفين حكوميين أمريكيين، طالت أكثر من مئة شخص بينهم دبلوماسيون أجانب.
واستخدمت هذه القوات مروحيات انتقلت من جيبوتي إلى إثيوبيا فالخرطوم حيث بقيت في المطار أقل من ساعة.
إلى ذلك، أعلنت كندا أنها علّقت مؤقتاً نشاطها الدبلوماسي، وأن بعثتها تعمل من “مكان آمن خارج البلاد”.
وأعلنت تركيا أنها ستعيد مواطنيها “براً عبر المرور بدولة أخرى”.
وكان الانتقال برّاً إلى بورتسودان الطريق الذي اعتمدته السعودية في أول عملية إجلاء معلنة للمدنيين السبت، قبل نقلهم عبر البحر الأحمر إلى جدّة.
وأوضحت الرياض أنها أخرجت أكثر من 150 شخصاً من رعاياها ورعايا 12 دولة على متن سفن تابعة للبحرية السعودية.
العالم ترك السودانيين “دون حماية”
وأثارت عمليات الإجلاء مخاوف على مصير السودانيين العالقين وسط القتال.
ويقول: “سيكون للاعبين الدوليين ثقل أقل بعد مغادرة مواطنيهم البلاد”، متوجها إليهم بالقول: “لا تتركوا السودانيين من دون حماية”.
وأفاد شهود الأحد عن سماع أصوات معارك وإطلاق نار في الخرطوم وضواحيها، يرافقها تحليق طيران حربي. وتسبّبت الغارات الجوية والقصف المدفعي حتى الآن بإغلاق “72% من المستشفيات” في مناطق النزاع، وفق لجنة أطباء السودان.