دولي
خبير اقتصادي يتحدث عن كارثة كبرى تنتظر أوروبا بعد موجة إفلاس بنوك أمريكية
تحدث الخبير الاقتصادي المصري والباحث بالعلاقات الدولية والاقتصاد السياسي أبو بكر الديب، عن كارثة كبرى تنتظر الدول الأوروبية بعد موجة الإفلاس التي تعرضت لها بنوك أمريكية.
وقال أبوبكر الديب، في تصريحات لـRT إن “موجة الإفلاس والتعثر في مصارف الولايات المتحدة الأمريكية تتصاعد ولن تتوقف قريبا لأنها أسبابها ما زالت قائمة وتتزايد ما يجعل البنوك تحت ضغط كبير بسبب نزوح الودائع وضعف ثقة العملاء وتعثر الاقراض ورفع الفائدة، ما يجعل أن السلطات الأمريكية غير قادرة علي إيقاف مسلسل الإنهيارات، متوقعا انتقال الزلزال لبنوك أوروبا قريبا وربما بشكل أكثر قسوة”.
ويري أبوبكر الديب أن “خروج أموال المودعين من البنوك الأمريكية سيؤدي حتما إلى أزمة مصرفية قد تنقل البلاد والعالم الي أزمة مالية علي غرار تلك التي حدثت في 2008، كما أن أن سياسة النمو والاندماج التي سمحت بها السلطات الأمريكية وتجاوز القيود التي تمنع شراء البنوك الأخري ستؤدي إلى خلق كيانات مصرفية تشكل خطرا على الإستقرار المالي”.
وذكر أبوبكر الديب، أن بنك “باك ويست” الأمريكي، يسير علي خطي “سيلكون فالي” حيث أعلن عن إجراء محادثات مع شركاء ومستثمرين محتملين بشأن الخيارات الاستراتيجية، ومن هذه الخيارات بالتأكيد البيع أو زيادة رأس المال بعد أن فشلت زيادة السيولة التي أعلن عنها في مارس الماضي في اعادة الثقة لسعر سهمه المتعثر بعد أن تراجعت أسهم البنك الذي يتخذ من لوس أنجلوس مقرا له والعديد من البنوك الإقليمية الأمريكية الأخرى وسط مخاوف من تفاقم الأزمة المصرفية في ظل الضغوط التي تواجه البنوك الإقليمية في الولايات المتحدة رغم محاولات الهيئات التنظيمية إنهاء الأزمة المصرفية التي بدأت بانهيار بنك سيليكون فالي وبنك سيجنتشر في مارس الماضي.
وأكد أنه بعد ساعات من أنباء إغلاق البنك واحتمالية بيعه هبط سهم البنك بأكثر من 53%، ليكذب رئيس الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، الذي أكد على قوة القطاع المصرفي الأمريكي.
وقال أبوبكر الديب إن بنك فيرست ريبابليك يمثل أكبر مصرف ينهار جراء أزمة المصارف الحالية ثاني أكبر مصرف يفلس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية باستثناء البنوك الاستثمارية مثل ليمان براذرز بعد إفلاس واشنطن ميوتشوال في عام 2008، وحاول 11 بنكا أمريكيا دعم المصرف المتعثر بإبداعات تبلغ 30 مليار دولار، لكن لم تنجح هذه المحاولات بعد انهيار سعر سهم البنك مع استمرار سحب الودائع.
وذكر أن أمريكا شهدت ثلاث حالات إفلاس مصرفية في شهرين وهي بنوك “سيليكون فالي” و”سيجنيتشر” و”فيرست ريبابليك بنك”، ثم ارتفعت الي 5 حالات، وجميعهم يشتركون في أمر واحد وهو أن بياناتهم المالية كانت تدققها مجموعة “كي بي إم جي” وجميعهم حصلوا علي إقرارات بحسن ملائتها المالية حتى نهاية فبرايرالماضي من “كي بي إم جي” التي تقوم بتدقيق البيانات المالية لمجموعة كبيرة من البنوك في النظام المصرفي الأمريكي، وهي بالمناسبة من تقيم حسابات بنوك “ويلز فارجو” و”سيتي جروب” و”نيويورك ميلون” و30 بنكا آخر.
وأكد الخبير الاقتصادي المصري فشل استحواذ “جيه بي مورجان” على معظم أسهم بنك “فيرست ريبابليك” في تهدئة السوق بشأن حالة النظام المصرفي الأمريكي ما هوي بأسهم بنك باك ويست بنسبة 28% لتصل إلى مستوى قياسي، بينما هبط ويسترن أللاينس بنسبة 15%، مما أدى إلى انخفاض المؤشرات الأمريكية القياسية بأكثر من 1%.
ونوه بأن صقور الفيدرالي الأمريكي لا يرون إلا التضخم ومواجهته فللمرة العاشرة على التوالي، قرر البنك المركزي الامريكي (الاحتياطي الفيدرالي) رفع أسعار الفائدة بنحو 0.25% (25 نقطة أساس) لتصبح عند نطاق من 5% إلى 5.25%، فهؤلاء الصقور يفضلون تكاليف الاقتراض المرتفعة للحفاظ على غطاء التضخم في مقابل حمائم تفضل أسعار الفائدة المنخفضة للحفاظ على معدلات النمو ووقف نزيف البنوك الأمريكية المنهارة والمتعثرة.
وأشار إلى أن هؤلاء الصقور الذين يقودون الفيدرالي لا يرون الهزة القوية في المصارف الأمريكية والتي لا تزال تحت ضغط كبير بسبب نزوح الودائع او ان تدفق أموال المودعين خارج البنوك الإقليمية الأمريكية قد يؤدي إلى أزمة مصرفية أو انهيار في الإقراض كما أن التضخم الذي يخشاه الفيدرالي الأمريكي لا يزال يمثل تهديدا كبيرا.
وأوضح أن الأزمة تفاقمت عندما استخدمت البنوك الأموال لشراء استثمارات الديون طويلة الأجل لكسب المزيد من الأموال مع انخفاض أسعار الفائدة، دون اتخاذ تدابير وقائية كافية، مما عرضها لما يعرف باسم مخاطر سعر الفائدة عندما رفع البنك الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة لعدة مرات متتالية وبسرعة، واندفاع المودعين لسحب أموالهم لتوفير سيولة مالية لمواصلة العمل ودفع أجور العمال في ظل السياسة النقدية المتشددة، نتيجة أزمة سيولة ناتجة عن خسائر غير متوقعة في محفظة القروض.
المصدر: RT