أخر الأخبار
ما هي أول دولة عربية سيزورها أردوغان في ولايته الجديدة ؟!
وفق خبراء فإن أنقرة ماضية في مسار تحسين علاقتها مع دول الجوار، والدول العربية كافة، في المقدمة منها مصر والسعودية، خاصة بعد توترات سابقة جرى تجاوزها على مدار العامين الماضيين، وكللت بلقاءات وزيارات دبلوماسية.
وقال جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع شكري خلال زيارته للقاهرة أبريل/ نيسان: “نخطط لعقد قمة على مستوى رئيسي تركيا ومصر، وبحثنا التحضيرات لهذه القمة خلال اجتماعنا مع وزير الخارجية”، مشيرا إلى أنه اتفق مع شكري على “اتخاذ خطوات حيال تطوير العلاقات بين البلدين”.
ولفت إلى أن “حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 10 مليارات دولار، ويمكن أن نصل على المدى القصير، إلى 15 مليار دولار”، مشددا على أهمية “استغلال ميزة أن البلدين يملكان مقومات سياحية كبيرة في تطوير العلاقات الثنائية بين أنقرة والقاهرة”.
العلاقات التركية- السعودية
وعلى مستوى العلاقات التركية-السعودية، تسعى أنقرة لزيادة حجم التبادل التجاري، الذي تراجع بصورة كبيرة، إذ سجل نحو 16.7 مليار ريال، منتصف العام 2022، وكانت واردات المملكة عند أدنى مستوياتها خلال 38 عاما، بحسب الهيئة العامة للإحصاء في السعودية.
وفق الخبراء من المرتقب أن يجري الرئيس التركي زيارات للخارج للدول العربية، قد تكون القاهرة في مقدمتها، أو يستقبل الرئيس المصري في بلاده، مع العمل على تصفير القضايا الخلافية، إيذانا بدعم الاقتصاد الذي تأثر بدرجة كبيرة نتيجة الخلافات السياسية مع دول المنطقة.
تقدم ملحوظ
يقول كرم سعيد الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن تركيا ماضية بقيادة أردوغان في المسار الذي بدأته منذ نحو عامين في إطار التقارب وتطبيع العلاقات بشكل كامل مع القاهرة.
وأضاف في حديثه مع “سبوتنيك”، أن هناك زيارة محتملة للرئيس التركي إلى القاهرة، أو العكس بزيارة الرئيس السيسي لتركيا.
تطوير العلاقات
ولفت إلى أن تطوير المسار بين القاهرة وأنقرة، يشمل جوانب عدة، منها ملف الاقتصاد الذي يمثل أهمية للبدين، وكذلك ملف الطاقة، خاصة أن أنقرة تعول على الغاز المصري.
ويرى أن العلاقات مع القاهرة هي ورقة وازنة بالنسبة لتركيا، خاصة في ظل الضغوط الغربية مؤخرا على أنقرة.
على صعيد العلاقات الخليجية-التركية، يرى سعيد، أن الخلاف التركي من جهة مع السعودية والإمارات من جهة أخرى جرى تصفيته خلال الفترة الماضية، خاصة بعد حديث الإمارات عن ضخ 100 مليار دولار في عصب الاقتصاد التركي، وكذلك خطوة السعودية بوضع 5 مليار دولار في المركزي التركي، فضلا عن الدعم الخليجي قبل العملية الانتخابية للاقتصاد في تركيا.
ولفت إلى أن الفترة المقبلة تشهد المزيد التطور تجاه مصر والخليج، والدول العربية بشكل عام.
تعميق التطبيع
يقول إسلام أوزكان الباحث التركي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إن التطبيع مع مصر سيتسارع، إلى جانب تعميق التطبيع مع السعودية.
يضيف في حديثه مع “سبوتنيك”: “أنقرة أظهرت أنها مستعدة لتقديم تنازلات بشأن قضية الإخوان، من أجل تحسين العلاقات مع القاهرة، وفي هذا الصدد، كان من المهم إيقاف البرامج على بعض القنوات المقربة من الإخوان أو نقل مقرات بعض القنوات إلى خارج إسطنبول”.
قضايا خلافية
بشأن القضايا الخلافية المتبقية بين البلدين، يرى الباحث التركي، أن الملف الأبرز يتمثل في القضية الليبية بين الطرفين، وأنه حال التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن، فلن يكون هناك ما يمنع التطبيع مع مصر”.
بشأن الجوانب الاقتصادية، وعودة الاستثمارات والتبادلات التجارية مع الدول العربية، تابع الباحث التركي” يبدو أن تركيا ليس لديها فرصة للحصول على الكثير من الأموال الساخنة، باستثناء دول الخليج والصين وروسيا”.
موضحا” بعد هذا الوقت لن يكون هناك نقل للموارد من الدول الغربية، كما أن دول الخليج ساعدت الرئيس أردوغان على تجاوز الأزمة الاقتصادية جزئيًا، أو التخفيف من آثارها على الشعب التركي”.
ويرى أنه حال تقديم الرئيس أردوغان تنازلات لمصالح دول الخليج، يمكن معها زيادة المساعدات الخليجية.
تعزيز التعاون
ولفت إلى أن العلاقات التجارية بين تركيا والدول العربية لم تنقطع قط، في ظل إمكانية زيادة حجم التبادل التجاري، طالما استمر القطاع الخاص في تركيا في الإنتاج بشكل تنافسي وبجودة عالية، ستعزز الدول العربية علاقاتها الاقتصادية مع تركيا.
الاستثمارات البينية
في الإطار قال المحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو، إن الفترة المقبلة تشهد المزيد من التواصل مع مصر والسعودية، لرفع الاستثمارات البينية بين الدول الثلاث.
وأضاف في حديثه مع “سبوتنيك”، أن تركيا تنظر لمصر باعتبارها بوابة أفريقيا وذات أهمية كبيرة في المنطقة، فضلا عما تمثله السعودية في منطقة الخليج.
ويتوقع الخبير السياسي التركي أن السعودية ترغب في الاستثمار في تركيا في مجال الطاقة والتنقيب، في حين ترى تركيا في مصر مكانة خصبة للاستثمار.
ولفت إلى أن تقدم مرتقب بين تركيا وسوريا خلال الفترة المقبلة، فضلا عن مساعي تركيا لتعزيز وجودها في العديد من الدول العربية، نظرا لرغبتها في تصدير صناعاتها إلى جميع الأسواق.