منوعات
من بينها “حَجرة أليفة”.. “اختراعات تافهة” لكنها جعلت أصحابها أغنياء
هذا الكلام ليس من فراغ، وليس مجرد تكهنات، وذلك لأن هناك من تمكنوا فعلاً من تغيير مسار حياتهم، وأصبحوا أغنياء بسبب أفكار قد تبدو للبعض “تافهة”، لكنها لقيت إقبالاً كبيراً من الزبائن بشكل لم يكن ليخطر على البال.
مشروع الأسنان البشعة والمتسوسة
تمكّن الشاب الأمريكي جونا وايت، سنة 1994، من طرح فكرة منتج جديد وغريب في الأسواق، وهو عبارة عن أشكال مختلفة من الأسنان المكسورة والبشعة والمقززة والمليئة بالتسوس.
وقد جاءت وايت هذه الفكرة عندما كان حاضراً في مباراة كرة قدم في إحدى الجامعات، الخاصة بطب الأسنان، وذلك بعد أن شاهد أحد الطلاب وهو يقوم بتركيب واقٍ للفم على شكل أسنان حقيقية، لإخفاء الشكل البشع لأحد الأشخاص الموجودين في نفس المكان.
وقد علم جونا وايت أن تلك القوائم يتم تصنيعها في المختبر الخاص بالجامعة، من طرف الطلاب أنفسهم، فقرر إنتاج أشكال مختلفة وغريبة عن تلك العادية، بمساعدة الطالب نفسه، الذي يُدعى ريتش بيلي، وبيعها في الأسواق لتحسين وضعه المالي الذي كان صعباً حينها.
تمكَّن جونا وايت من تصنيع عدد قليل من الأسنان البشعة بمشاركة صديقه، ثم شرع في بيعها على قارعة الرصيف، بمبلغ 20 دولاراً للواحدة.
لم يتوقع هذا الشاب أن مشروعه التافه والغريب هذا سيصبح محط اهتمام الكثيرين من الأشخاص، إذ تحول الأمر من مجرد فكرة صغيرة إلى شركة خاصة، تُنتج آلاف القطع، التي تباع في نقاط بيع مختلفة.
مشروع وايت، الذي يحمل اسم “Billy Bob Products”، أصبح معروفاً بشكل كبير في العديد من الدول، بعد أن أصبحت هذه المنتجات تُباع عن طريق التجارة الإلكترونية.
كما أن هذه الأسنان البشعة تحولت إلى إكسسوار شهير من أجل الحفلات التنكرية، وعيد الهالوين، بالإضافة إلى أن الشركة أصبحت تبيع منتجات أخرى، من بينها أسنان منفصلة، وشوارب، وألسنة، وأضراس، والنظارات ذات الأنف الكبير الملتصق بها.
وقد تمكّن جونا وايت من جني ما يقارب 15 مليون دولار حتى سنة 1999، وهي السنة التي قرر فيها التوجه لدراسة طب الأسنان الفعلي، لفهم هذا المجال بشكل أكبر.
الحجرة الأليفة التي لا تحتاج إلى الرعاية
سنة 1975، كان الأمريكي غاري روست دال، الذي يعمل مدير إعلانات لإحدى الشركات الكبرى في حديث مع بعض أصدقائه حول الحيوانات الأليفة، وكمية الفضلات التي تنتجها، وحاجتها الكبيرة للأكل والاهتمام والرعاية الزائدة.
هذا الحوار لم يمر مرور الكرام على دال، فجعله يفكر في إطلاق مشروع غريب، أطلق عليه اسم “الحَجَرة الأليفة”، فكرته تربية شيء جديد لا يحتاج إلى عناية زائدة، كما هو الحال مع الحيوانات.
طرح دال “الحجرة الأليفة” داخل علب كرتونية، بها عدة فتحات، وذلك لتمكينها من التنفس، حسب وصفه الخاص، وقد وضعها داخل سرير من القش لتكون مرتاحة، وأضاف إليها كتيباً خاصاً، يعطي فيه تعليماته الخاصة بطريقة تربيتها.
وجاء في هذا الكتيب أن الحجرة الأليفة لا حاجة لإطعامها والقلق بشأنها عند السفر وتركها وحيدة في المنزل، لأنها كسولة، ولن تبرح مكانها أبداً.
كما أن هذه الحجرة قابلة للغرق، لذلك لا ينصح بحملها في حمامات السباحة، وإنما يمكن تنظيفها بين الحين والآخر، في المنزل، أو في المياه الضحلة.
بالإضافة إلى ذلك، أشار دال إلى أن الحجرة الأليفة تعتبر عنيدة، لذلك لن تقوم بالرد عليك عند مناداتها، لذلك يجب أن تكون أنت من يقوم بخطوة نحوها.
بالرغم من أن فكرة تربية الصخور تعتبر غريبة جداً، فإن الأمريكيين قد أحبوا الفكرة كثيراً، فكانوا يشترون الصخور مقابل 3.95 دولار، وباع دال أكثر من 5 ملايين حيوان “صخرة” في عام 1975 حتى أصبح مليارديراً.
وبعدها زاد من سعر الحجرة، وأصبحت تُباع بما يعادل 30 دولاراً، مع طرح منتجات أخرى، مثل الرمال الأليفة، إلا أن هذه المشاريع لم تنجح، واستمر في فكرته الأولى التي لا تزال موجودة في المتاجر الإلكترونية إلى يومنا هذا.
نظارات الكلاب لحماية أعينها
كانت الشابة الأمريكية روني ديلولو دائماً ما تأخذ كلبها الصغير معها للبحر، من أجل ملاعبته، فكانت تلاحظ أن عينيه تتأثران بالرمال، والشمس الساطعة، فقررت إيجاد حل لهذه المشكلة الصغيرة.
ولأن روني كانت تعمل في مجال برمجة الحواسيب قررت سنة 1997 محاولة تصميم نظارات خاصة لكلبها الصغير، مناسبة لشكل رأسه، وحجم عينيه، لحمايته من أضرار الشمس والرمال.
لم تكن تعلم روني أن فكرتها هذه ستحولها إلى سيدة أعمال شهيرة، وذلك بعد أن لقيت إقبالاً كبيراً على هذه النظارات من قِبل أصدقائها الذين يربون كلاباً أيضاً، ويعانون من المشكلة نفسها.
بعد تصميمها عدة قطع قامت إحدى صديقات روني، التي تعمل في مجال التسويق وإدارة الأعمال، باقتراح فتح شركة خاصة لبيع هذا النوع من النظارات.
لم تكن روني ديلولو واثقة من نجاح الفكرة، لأنها كانت ترى أن هذه النظارات ليست بالمنتج الذي يحتاجه الجميع في حياتهم اليومية، إلا أن الأمر كان مختلفاً تماماً، وتمكنت من ربح ملايين الدولارات بعد أول سلسلة إنتاج للمنتج، الذي حمل اسم “Douglas”.
ومازال هذا المنتج متوفراً بالأسواق إلى الآن، وقد تم إنتاج نسخ عديدة منه من طرف الشركات التي تبيع أغراض الحيوانات الأليفة، كما تم تطويره من أجل حيوانات أخرى، أبرزها القطط.
عظْمَة الأمنيات في عيد الشكر
يعتبر عيد الشكر واحداً من أشهر الأعياد المقدسة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتم تحضير وجبة الديك الرومي المحمر في العشاء، ويجتمع الأهل والأصدقاء للاحتفال بهذا اليوم.
ولعل أكثر ما يميز نهاية الاحتفال بعيد الشكر هو الصراع الذي يتم من أجل الحصول على عظمة الترقوة، ذات الشكل المثلث، التي يطلقون عليها لقب “عظمة الأمنيات”، معتقدين أن من يحصل عليها في الآخر سيحصل على سنة رائعة، مليئة بالإنجازات، وتحقيق الأمنيات.
وللحد من هذه المشكلة قرر شخص أمريكي، يُدعى كين أهروني، صناعة هذه العظمة، لكن من البلاستيك فقط، وبيعها لكل من يؤمن بموضوع تحقيق الأمنيات هذا.
كان إنتاج العظمة الواحدة لا يكلف شيئاً على الإطلاق، لكن صاحب الفكرة كان يبيعها مقابل 3.99 دولار، وذلك ابتداء من سنة 1999.
وفي سنة 2004، قرر كين تأسيس شركته الخاصة، التي تحمل اسم “LuckyBreak”، بعد أن استطاع تحقيق أرباح طائلة، تُقدر بملايين الدولارات في السنة الواحدة.