الجاليات العربية
رخيص وآمن نسبياً.. تزايد هجرة السوريين إلى غويانا الفرنسية عبر البرازيل وفنزويلا
ارتفعت وتيرة هجرة السوريين إلى الاتحاد الأوروبي أخيراً إلى غويانا الفرنسية عبر البرازيل وفنزويلا، في طريق وجده السوريين “سهلاً ورخيصاً وآمناً نسبياً” قياساً بالطرق التقليدية.
ينتظر عثمان أن يحصل على فيزا إلى البرازيل بعد أن اشترى دعوة زيارة عبر أشخاص في البرازيل وصل إليهم من خلال الإنترنت، يقول عثمان “كلفتني الدعوة 600 دولار دفعتها لمكتب سياحة في جرمانا”، مشيراً إلى أنه اضطر لتقديم أوراق للسفارة تثبت أنه يملك منزلاً، كي يقوّي ملفه للحصول على فيزا تسمح له بدخول البلاد حتى 30 يوماً.
يتخوف عثمان، الذي يخطط للهجرة مع عائلته المكونة من 4 أشخاص، من عدم منحه الفيزا، لأنه شاهد رفضاً لأكثر من شخص في دمشق، على الرغم من حصولهم على دعوة لزيارة من البرازيل.
وخلال الأسابيع الأخيرة، باتت سفارات البرازيل في الدول المجاورة لسوريا أكثر حرصاً في منح التأشيرات، بسبب كثرة الإقبال عليها للهجرة، وفقاً لعثمان، الذي يخطط لإعادة المحاولة، ولكن هذه المرة عبر فنزويلا.
الوجهة: غويانا الفرنسية
وفي حديثه لموقع “تلفزيون سوريا”، أوضح عثمان أنه لا يقصد الهجرة إلى البرازيل، بل يعتبرها طريقاً للوصول إلى غويانا على الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية، ولها حدود مع دولتي البرازيل وسورينام.
وتعتبر غويانا جزءاً من فرنسا في أميركا الجنوبية، ومجرد الوصول إليها يعني الوصول إلى أرض فرنسية، والوصول إليها من البرازيل يتطلب عبور جزء من نهر أويا بوك الفاصل بين الدولتين.
ولا يحتاج المهاجرون عبر هذا الطريق للمهربين سوى عند النهر للعبور من البرازيل إلى غويانا، وبحسب أشخاص موجودين حالياً هناك تواصل معهم موقع “تلفزيون سوريا”، فإن عبور النهر ليس بالصعب وليس خطيراً كما هو الخطر بخوض البحار، وكلفة العبور نحو 200 دولار للشخص.
لا تتعدى كلفة طريق الهجرة هذا الـ 4 آلاف دولار للشخص الواحد، بدءاً من الدعوة إلى الفيزا ثم بطاقة الطائرة وعبور النهر، وهو مبلغ قليل قياساً بكلفة الطرق التقليدية عبر البحار.
كما أن مخاطر هذا الطريق أقل نسبياً، وفقاً لأشخاص وصلوا إلى غويانا، لكنه طويل جغرافياً وزمانياً، وبحاجة لأكثر من عام بعد الوصول إلى الجزيرة ليتمكن الشخص من الانتقال إلى فرنسا.
يقول فارس، الذي قد وصل إلى غويانا منذ 7 أشهر، لموقع “تلفزيون سوريا”، إنه بمجرد الوصول إلى غويانا يقوم الشخص بتقديم طلب لجوء ويجري بعد ذلك مقابلة، وقبول طلب اللجوء من عدمه يعتمد بالدرجة الأولى على القصة، ثم على وجود عائلة مع أطفال، حيث معظم من يُرفضون هم أفراد من دون عائلاتهم، أو أزواج من دون أطفال، وقصصهم تكون غير مقنعة.
ووفق فارس، فإن معظم من يصلون إلى غويانا هم عائلات كاملة، وهذا ما يجعل من فرص قبولهم أكبر، ويسرع من فرص حصولهم على السكن بظل أزمة سكن حالية تجعل الغالبية تسكن بالعراء بانتظار الرد على طلبات لجوئهم، وحصولهم على راتب يستطيعون من خلاله استئجار سكن.
ولا يتعدى راتب اللجوء في الجزيرة الفرنسية الـ250 يورو للشخص الواحد، يخصم منها نحو 150 يورو أجرة سكن بعد تأمينه من قبل الحكومة هناك.
رفض الطلبات والسكن والبيئة الصعبة أبرز المصاعب
وعن المخاطر، ذكر شبان سوريون في غويانا تحدث معهم موقع “تلفزيون سوريا”، أن أول وأكبر خطر يمكن أن يواجههم هناك هو رفض طلب اللجوء، ما يعني ذهاب عناء وصولهم وأموالهم أدراج الرياح، بينما يبقى لدى المرفوضين فرصة ثانية بتقديم استئناف قد ينجح وقد لا ينجح، وهو عبارة عن استنزاف آخر للأموال.
كما يعتبر السكن من المخاطر التي يواجهها المهاجرون إلى غويانا الفرنسية، حيث يعاني كثيرون حالياً من سوء أوضاعهم نتيجة لتأخر تأمين السكن لهم، فمنهم من يبيت على الشاطئ أو في الغابات منذ أشهر من دون خدمات، مثل الصرف الصحي أو الكهرباء، ما تسبب بانتشار الأمراض بينهم.
وتسبب ضغط المهاجرين بمشكلة السكن في الجزيرة الصغيرة، ويمكن لمن يمتلك المال أن يستأجر سكناً على حسابه، لكن من الصعب جداً تأمينه في حال عدم حصول اللاجئ على أوراق ثبوتية قبل قبول طلبه رسمياً، إضافةً إلى ارتفاع أسعار الإيجارات لدرجة تفوق قدرة المهاجرين.
ومن المخاطر التي يواجهها المهاجرون في غويانا هي البيئة التي يصعب التأقلم معها، وانتشار العصابات والنشالين، وارتفاع الأسعار، فتأخر قبول طلب اللجوء وتأمين السكن يتطلب من المهاجر إنفاق مئات الدولارات على المعيشة.
كما يحتاج الانتقال من غويانا إلى فرنسا الانتظار لأكثر من عام، حيث يجب أن يحصل طالب اللجوء على جواز سفر يسمح له بالسفر إلى فرنسا، ويتطلب ذلك إنفاق آلاف الدولارات، كون المبلغ الذي يحصل عليه اللاجئ هناك لا يكفي، في ظل عدم وجود فرص للعمل هناك، ما يدفع بمعظم السوريين الراغبين في السفر لبيع جميع ممتلكاتهم في سبيل ذلك.