تركيا الآن
قلق أوروبي من لجوء أكثر من مليون سوري إلى قبرص، لهذا السبب!
مع تصاعد الغارات الإسرائيلية على غزة وسقوط عشرات آلاف الضحايا المدنيين، ازدادت المخاوف الأوروبية من تنامي الصراع بالمنطقة ووصوله الى لبنان ما يؤدي لخلق أزمة لاجئين جديدة وانتقالها إلى قبرص ومنها الى دول الاتحاد، ولاسيما مع وجود أكثر من مليون ونصف لاجئ سوري بالبلاد.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن قبرص تواجه حالياً تدفقاً للمهاجرين من لبنان وسط حالة من عدم اليقين بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث أكد مسؤولون غربيون أن قبرص استقبلت 458 مهاجراً سورياً خلال أسبوع واحد، وتستعد لاستقبال المزيد مع اتساع نطاق الحرب في غزة.
ونقلت الوكالة عن السلطات في نيقوسيا قولها: إن 194 لاجئاً سورياً وصلوا في وقت متأخر من يوم السبت الماضي على متن أربعة قوارب من لبنان وتم نقلهم إلى مركز استقبال بورنارا خارج العاصمة، في حين حذر وزير الداخلية “كونستانتينوس إيوانو” من أن قدرة الجزيرة على التعامل مع أعداد كبيرة من المهاجرين محدودة.
وبيّن الوزير أن التورط المحتمل للبنان في الحرب والوضع المتدهور بشكل عام قد أضعف جهود بيروت لمراقبة مياهها الإقليمية ومنع المغادرة غير القانونية، في حين أكد المسؤول بوزارة الداخلية “لويزوس هادجيفاسيليو” أن مركز بورنارا امتلأ الآن، وتم تفعيل خطة الطوارئ للتعامل مع الزيادة في أعداد المهاجرين الوافدين بسبب الحرب بغزة.
وكان القارب الأول الذي وصل يوم السبت يحمل 110 أشخاص، فيما حمل الثاني 52 شخصاً، وكان متجهاً إلى منتجع أيا نابا الساحلي جنوب شرق البلاد، وفي وقت لاحق، تم اعتراض سفينتين أخريين كان على متنهما 32 شخصاً ونقلا إلى ميناء لارنكا الجنوبي.
وفي الأثناء طلبت قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي من بروكسل المساعدة الطارئة عبر إمدادها بالخيام الإضافية في حالة تجاوز قدرة البلاد، مضيفة أن “مئات اللاجئين السوريين” في لبنان يستعدون للقيام برحلة بحرية إلى قبرص وخاصة أن المسافة لا تزيد عن 170 كيلومتراً.
وتظهر أرقام وزارة الداخلية تقديم 11961 طلب لجوء بين مارس/آذار وأغسطس/آب 2022، في حين انخفض العدد إلى 5866 في نفس الفترة من هذا العام لكن برغم ذلك يشكل طالبو اللجوء أعلى نسبة في الاتحاد الأوروبي وتبلغ 6 في المئة من سكان الجمهورية البالغ عددهم 915 ألف نسمة، وهو رقم قياسي في جميع أنحاء الكتلة.
قلق أوروبي
من ناحيتهم يشعر القادة الأوروبيون بالقلق من احتمال حدوث وضع مماثل لـ “أزمة اللاجئين” عام 2015 بسبب الصراع في غزة، حيث ادّعى رئيس الوزراء البولندي المنتهية ولايته “ماتيوس مورافيتسكي” أن هذه الحرب ستترافق بالتأكيد مع موجة كبيرة أخرى من الهجرة غير الشرعية.
وخلال قمة بروكسل قال رئيس الوزراء المجري “فيكتور أوربان”: إن الاستقرار في المنطقة يصب في مصلحة الأوروبيين وإنه إذا أصبحت إسرائيل ومصر غير مستقرتين، فإن تدفقات الهجرة من هذه المنطقة ستتدفق على الفور إلى أوروبا.
وبالمثل أشارت رئيسة البرلمان الأوروبي “روبرتا ميتسولا” إلى هذا الخطر فيما قال الزعيم المالطي: إنه في حالة إطالة أمد الصراع، يجب التفكير أيضاً في اللاجئين مثل اللاجئين السوريين في لبنان، وهذا واقع يمكن أن يعيد الاتحاد الأوروبي إلى الحالة التي عاشها من قبل عام 2015.