تركيا الآن
تركيا….المواصلات العامة وتحد التباعد الاجتماعي في ساعات الذروة
بينما تخفف تركيا من قيود كورونا، تواصل التمسك بإجراءات الوقاية منه مثل الحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي، وهو ما يمثل تحدٍ كبير مع تكدس الركاب في وسائل النقل الجماعية.
ترافق انحسار وباء الفيروس بترحيب المدن التركية يوم الاثنين برفع جميع أنواع القيود، من السفر بين المدن إلى استئناف الرحلات الجوية وإعادة فتح الأعمال. وبدأت الشوارع في جميع أنحاء البلاد تعج بالحياة وعادت وسائل النقل الجماعي إلى حالتها الاعتيادية المزدحمة. وبالرغم من مواصلة أغلب الناس ارتداء الأقنعة الواقية، إلا أن التباعد الاجتماعي لا يزال يمثل عقبة، حيث يجد الكثيرون صعوبة في التعود على “الوضع الطبيعي الجديد”.
وفي إسطنبول التي تمثل العاصمة الاقتصادية للبلاد والمدينة الأكثر كثافة سكانية يزداد الوضع صعوبة حين يحتشد الركاب في الحافلات والقطارات والحافلات الصغيرة في ساعة الذروة. وبالرغم من أن تعليمات النقل الجماعي تقضي بقبول عدد معين من الركاب يسمح بتطبيق مسافة التباعد الاجتماعي، إلا أن الحافلات امتلأت بالركاب يومي الاثنين والثلاثاء كما كانت تمتلئ قبل الوباء.
ووفقاً للخبراء، فإن ارتداء الأقنعة والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي التي تتطلب الاحتفاظ بمسافة لا تقل عن 1.5 متر في جميع الأوقات، هي عوامل رئيسية في تقليل فرص الإصابة. ومع ذلك، فإن التنقل يبدو مستحيلاً عمليا لأولئك الذين يعيشون في المدن الكبرى. كما يواجه الركاب تحدٍ آخر يتمثل في نقص تكييف الهواء في الحافلات بسبب إغلاق وحدات التكييف. الأمر الذي يدفعهم إلى فتح النوافذ لتدوير الهواء، بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة.
وفي حديثها لوكالة الأناضول قالت “سلمى قارة بيه” أستاذة الصحة العامة”: “إذا لم يكن لدى الشركات المساحة اللازمة أو المكاتب الكبيرة، فإن مطالبة كل موظف بالعودة إلى المكتب لن تكون سياسةً صحيحة، وسيعرض ذلك الإجراء الجميع للخطر في مكان العمل”. مؤكدةً ضرورة أن تتبع الشركات نهجاً بطيئاً وثابتاً لتعود إلى وضعها الطبيعي، وتختار نظام التناوب وكذلك تسمح للموظفين بالعمل من المنزل.
وتعتبر المساحات المكتبية سبباً رئيسياً للقلق ليس فقط لخبراء الصحة ولكن للعاملين والموظفين أنفسهم، حيث تقع العديد من المكاتب في المباني الشاهقة التي تعتمد التهوية فيها على تكييف الهواء بدلاً من النوافذ المفتوحة. وفيما يتعلق بالتكيّف مع الوضع الطبيعي الجديد، قالت الأستاذة “قارة بيه” إن الناس قد سئموا بالفعل من الاحتياطات المستمرة ولكنها حذرت من أن المواطنين ليس لديهم خيار سوى مواجهة الواقع الجديد.
وقالت: “من الخطر أن نعيش كما لو أن شيئاً لم يحدث، ونعود إلى ما كانت عليه الحياة قبل تفشي المرض بدءاً من 1 يونيو. ستستغرق هذه العملية وقتاً”.
وشملت الحلول في ميلانو وضع ملصقات حمراء على الأرض لإبلاغ ركاب الحافلات بالأماكن المناسبة للوقوف.
يذكر أن وزير الصحة التركي “فخر الدين قوجة” حثّ المواطنين على الاستمرار في اتخاذ التدابير اللازمة مثل نظافة اليدين، وارتداء الأقنعة والحفاظ على المسافة الاجتماعية. وكتب على تويتر “مقاييس أفضل ونتائج أفضل”.
ويذكر أن السلطات التركية ، الإثنين ،رفعت حظر السفر بين الولايات ، وكما باعادة فتح المطاعم ووالمقاهي وصالات الألعاب الرياضية والحدائق والشواطئ والمتاحف ومراكز الرعاية النهارية والمكتبات.