السياحة في تركيا
جزيرة سياحية تركية غزتها السيارات تحن لأيام الخيول (صور)
يكافح سكان جزيرة سياحية “الأميرات” السياحية الشهيرة في إسطنبول، لسحب حافلات النقل الجماعي التي غزت طرقاتها الضيقة بعد أكثر من أربع سنوات على منع استخدام العربات التي تجرها الخيول.
ولسنوات عديدة، اعتاد سكان وزوار الجزيرة الواقعة في بحر مرمرة، التنقل مشيًا على الأقدام أو عبر درجات هوائية أو بوساطة عربات الخيول، فيما ظهرت مركبات كهربائية صغيرة في السنوات الأخيرة.
لكن منذ العام 2020، وضعت بلدية إسطنبول أكثر من مئة حافلة نقل عامة في الخدمة، وأوقفت استخدام الخيول في استجابة لمطالب نشطاء حقوق الحيوانات الذين يقولون إن جرَّ العربات المحملة بالسياح في طرقات الجزيرة الجبلية مجهد ويفوق طاقة تلك الخيول.
ومنذ ذلك الحين، زادت تلك الحافلات، من مخاوف السكان لفقدان جزيرة “الأميرات” طبيعتها الخاصة مقارنة بمدينة إسطنبول القريبة، إذ يعتمد الأهالي والسياح على المشي في التنقل، وتتمتع البيئة البرية والبحرية بأقل قدر من التلوث.
وشهدت مدينة إسطنبول، أمس الاثنين، احتجاجًا لعدد من الناشطين من سكان الجزيرة، أمام مبنى بلدية إسطنبول، للمطالبة بسحب حافلات نقل جديدة دخلت الجزيرة في الأشهر القليلة الماضية.
ويشكل الاحتجاج تصعيدًا من السكان الذي نظموا سابقًا احتجاجات عديدة داخل الجزيرة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن ينقلوا احتجاجاتهم إلى وسط إسطنبول.
ويريد المحتجون الذين رفعوا لافتات بمطالبهم، أن تسحب البلدية الحافلات من الجزيرة، للمحافظة على السمات الطبيعية والتاريخية والأثرية للمكان.
وتقول بلدية إسطنبول في رد سابق على مطالب سحب الحافلات، إنها كهربائية وصامتة وضرورية لتوفير وسيلة نقل عامة في الجزيرة بشكل مؤقت، ريثما تعتمد حلًّا آخر يرضي السكان.
لكن كثيرًا من سكان الجزيرة يرفضون موقف البلدية، ويقولون إن الجزيرة مخصصة للمشي، وأن تشغيل الحافلات سيزيد عدد زوارها دون مراعاة لقدرتها الاستيعابية، بجانب ما تسببه بطاريات تلك الحافلات من ضرر للبيئة.
ويحنَّ عدد من أهالي الجزيرة لحقبة الخيول، ويقولون إن جزيرتهم كانت تضم نحو 1700 حصان، لم يبقَ منها سوى مئة تقريبًا، بينما احتجزت البقية لسنوات في اصطبلات البلدية.
وتبعد الجزيرة قرابة ساعة عن موانئ نقل السياح الذين يتوافدون إليها بالآلاف في فصل الصيف، وهي الأكبر مساحة بين مجموعة جزر متجاورة.