أخر الأخبار
خطة تركية من 5 مراحل لإعادة إعمار سوريا: وزير النقل يكشف التفاصيل
اكد وزير النقل والبنية التحتية التركي عبدالقادر أورال أوغلو، أن الوزارة ستنفذ خطة من 5 مراحل لإعادة إعمار سوريا، حيث شرح بالتفصيل المشاريع التي سيتم تنفيذها في مجالات الطيران، الطرق البرية، السكك الحديدية، الموانئ والاتصالات. وقال أورال أوغلو: “تم إجراء فحوصات في مطاري دمشق وحلب، وفي المرحلة الأولى سنعمل على إعادة تشغيل مطار دمشق عبر المديرية العامة للطيران المدني، كما سنعمل على تأمين التكامل السككي حتى دمشق”.
وفي بداية حديثه الذي تابعه موقع تركيا الان قدم وزير النقل والبنية التحتية التركي عبدالقادر أورال أوغلو٬
معلومات عن التقدم الذي حققته تركيا في مجالات النقل والاتصالات، ثم أشار إلى أن الوزارة تعمل على خطة عمل طارئة لإعادة إعمار وإحياء سوريا.
وقال أورال أوغلو: “منطقتنا جغرافياً غنية جداً. إذا أظهرت خريطتنا لشخص لا يعرف منطقتنا، سيقول إن تركيا هي المكان الأكثر قيمة. نحن قادرون على الوصول إلى 67 دولة وحوالي 1.5 مليار نسمة خلال 4 ساعات طيران فقط. نحن في منطقة تتمتع بناتج محلي إجمالي يبلغ 51.2 تريليون دولار وحجم تجارة سنوي قدره 12.5 تريليون دولار”.
“اليوم ربطنا 77 مدينة بشبكة طرق مزدوجة”
أشار وزير النقل والبنية التحتية عبدالقادر أورال أوغلو إلى أنهم شكلوا بنية تركيا التحتية وفقاً للمزايا التي يوفرها موقعها الجيوسياسي وقال: “في عام 2002 كان لدينا 6,101 كيلومتر فقط من الطرق المزدوجة. اليوم وصلنا إلى 29,700 كيلومتر. كنا نربط 6 مدن ببعضها البعض فقط، واليوم ربطنا 77 مدينة بشبكة طرق مزدوجة”.
وتابع “في ذلك الوقت كان عدد السيارات في تركيا حوالي 8.5 مليون وكان متوسط السرعة بين المدن حوالي 40 كيلومتر في الساعة. اليوم، وصل عدد السيارات إلى حوالي 30.5 مليون، ويقترب من 31 مليونًا. ومتوسط السرعة بين المدن اليوم حوالي 90 كيلومتر في الساعة. تخيلوا لو لم نكن قد فعلنا كل هذا، أين كنا سنكون اليوم؟”
وفيما يتعلق بالاستثمارات في السكك الحديدية، قال أورال أوغلو: “في السنوات الأولى للجمهورية كان هناك دفع جاد في هذا المجال، ثم تم تجاهل ذلك بشكل كامل. لكن مع حكومات حزب العدالة والتنمية بدأنا في الاهتمام به من جديد. جعلنا تركيا سادس أكبر مشغل للقطارات السريعة في أوروبا وثامن أكبر مشغل في العالم. أنشأنا 2,251 كيلومترًا من السكك الحديدية السريعة. كما يمكنني القول إننا قمنا بتحديث جميع خطوط السكك الحديدية الحالية بشكل كامل.”
وأضاف أورال أوغلو فيما يتعلق بالنقل الجوي: “في عام 2002 كان عدد المطارات النشطة 26، واليوم أصبح لدينا 58 مطارًا. في عام 2002، كان عدد الركاب 34
مليونًا، لكن العام الماضي وصلنا إلى 213 مليونًا. ومن المتوقع أن نغلق هذا العام بنحو 231 مليونًا. انظروا إلى مطار صبيحة كوكجن، الذي كنا نتساءل إذا كانت الغربان ستطير فيه. العام الماضي انتهى بحركة ركاب بلغت 36 مليونًا. هذا العام سنصل إلى حوالي 38 إلى 40 مليونًا. في مطار إسطنبول فقط، سنصل إلى 80 مليونًا هذا العام.”
سوريا تحتاج إلى كل شيء
تحدث وزير أورال أوغلو عن الوضع في سوريا قائلاً: “سوريا بحاجة إلى كل شيء٬ الناس بحاجة إلى كل شيء بالفعل. هذه هي المعلومات التي حصلنا عليها في المرحلة الأولى.”
مطاري دمشق وحلب
قال الوزير “يوجد في سوريا خمسة مطارات. اثنان من هذه المطارات كانا يعملان بشكل رئيسي حتى الفترة الأخيرة، وهما مطار دمشق ومطار حلب.
في مطار دمشق، كان هناك حوالي 100 ألف مسافر العام الماضي، وهو ما يعادل حركة المرور في مطار إسطنبول خلال 5-6 ساعات. أما في حلب، فقد بلغ عدد المسافرين حوالي 50-60 ألف مسافر.
أرسلنا فريقًا وقمنا بإجراء الفحوصات اللازمة في مطاري دمشق وحلب. تبين ان، لا يوجد أي نظام رادار. لديهم تطبيقات على الهواتف المحمولة لمتابعة الرادار الجوي. تخيلوا أنهم كانوا يحاولون إدارة الحركة الجوية باستخدام هذا التطبيق على الهواتف المحمولة.”
وذكر وزير النقل والبنية التحتية عبدالقادر أورال أوغلو أنه لا تزال تُستخدم أجهزة الكمبيوتر القديمة في مطارات سوريا كما كانت في التسعينات، وقال: “لا توجد أجهزة إكس-راي أو كاشفات مناسبة، ولا يوجد شيء يعمل بشكل صحيح. هناك تآكل شديد في المدرجات. وفي الوقت الحالي، فإن أول رحلة من دمشق وحلب تمت بقرار من الطيارين بالكامل. أي أنه تم القيام بها في ظروف صعبة ودون وجود أي نظام، ولذلك قام فريقنا بإجراء الفحوصات اللازمة، ونحن قد وضعنا خطة عمل لذلك.”
أشار أورال أوغلو إلى أنهم في المرحلة الأولى سيعملون على إعادة تشغيل مطار دمشق بالتعاون مع المديرية العامة للطيران المدني التركي، وقال: “هناك أجزاء من السكك الحديدية التي كانت تمتد من تركيا إلى الحجاز، ونحن نعلم أن هذه الأجزاء لم تُستخدم لفترة طويلة. سنقوم بإجراء فحص سريع للتأكد من حالتها، وفي المرحلة الأولى، سنعمل على تأمين تكامل السكك الحديدية حتى دمشق. في عامي 2009-2010، أرسلنا قطارات ركاب إلى هناك، وكان هناك بنية تحتية موجودة. نعلم في بعض المناطق، مثل العراق، أن القضبان الحديدية قد سُرِقت وبيعت، وربما نواجه نفس المشكلة في سوريا.”
إصلاح الجسور المدمرة
قال الوزير : “تم التطرق إلى الديناميكيات الداخلية في سوريا، وكذلك الطرق السريعة M4 و M5. يمكن أن تؤثر هذه الطرق بشكل كبير على السياسة في البلاد. لذلك، نحن نتابع وضع هذه الطرق ونتخذ الإجراءات اللازمة. لكننا نعلم بالفعل المناطق التي نفذت تركيا عمليات فيها، وأود أن أؤكد أننا قمنا بالكثير من الأعمال هناك، خاصة في مجال الطرق. سواء من خلال المديرية العامة للطرق السريعة أو وزارة الدفاع الوطني، يمكنني القول أننا أصلحنا العديد من الجسور المدمرة.”
سوريا متأخرة 20-30 سنة في مجال الاتصالات
أوضح الوزير أورال أوغلو أن سوريا متأخرة عن تركيا في مجال الاتصالات بمقدار 20 إلى 30 سنة، قائلاً: “في العديد من المناطق، لا يمكن إجراء الاتصال عبر الهواتف المحمولة. سنقوم بإجراء الفحوصات اللازمة، وسنعمل في وزارتنا على تنفيذ هذه المشاريع لأن سوريا بحاجة إلى كل شيء كما قلت سابقاً. على سبيل المثال، هل كنتم تعلمون أن العملة السورية تُطبع في روسيا؟ تخيلوا أن دولة تطبع عملة دولة أخرى. حالياً، هناك العديد من الدول في إفريقيا في نفس الوضع، حيث تقوم بعض الدول المتقدمة بطباعة عملات دول أخرى. ومن المحتمل أن تكون تركيا في هذا المجال مستعدة لتقديم الدعم.”
الاتفاقيات البحرية
وأشار إلى أن سوريا تعتبر بوابة مهمة إلى البحر الأبيض المتوسط، قائلاً: “نحن نعلم أن موانئها تقريباً لم تتطور. ومن المحتمل أن نقوم باستثمارات في تلك المناطق بناءً على تقييماتنا وجهودنا. بالطبع، هناك احتمال لأن نوقع اتفاقية للصلاحيات البحرية لحماية مصالحنا في شرق البحر الأبيض المتوسط ولضمان حقوقنا في ‘الوطن الأزرق’. وعندما يحين الوقت، ستتخذ مؤسساتنا المعنية الإجراءات اللازمة هناك. في مجال التجارة، تمتلك دمشق تاريخاً قديماً، وسنسعى جاهدين لإحيائه. مثل هذا الاتفاق سيزيد من فعالية وكفاءة كل من سوريا وتركيا.
فيما يتعلق بالبحث عن النفط والغاز في تلك المنطقة، سنأخذ في الاعتبار القانون الدولي، وبالتالي سنتمكن من تقاسم الصلاحيات بين البلدين أو توسيعها. بالطبع، يجب أولاً إقامة سلطة هناك. يجب دفع رواتب الموظفين في تلك المناطق، وهناك أجندة تتعلق بتسليم المجموعات المسلحة أسلحتها، وهذه ستكون على الأجندة، ولكن من غير الصحيح القول إنها على أجندة اليوم.”
المصدر: تركيا الان