منوعات
أنظف 5 مدن في العالم.. منها اثنتان أوروبيّتان وواحدة في قلب آسيا
تقدر منظمة الصحة العالمية عدد المتوفين نتيجة تلوث الهواء سنوياً بنحو 7 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم. لكن بعض البلدان تخطو خطوات كبيرة في الحد من تلوث الهواء وتقليل انبعاثات الكربون وجعل السياسات الصديقة للبيئة من أولوياتها. العديد من هذه المدن مدرجة في تقييم جودة الحياة لشركة الاستشارات Mercer والتي تقيّم مدناً مختلفة بناءً على عدد من القضايا للسكان.
يعتمد تقييم القسم الخاص بالمدن النظيفة على العديد من العوامل؛ مثل إزالة النفايات، وتوافر المياه وصلاحيتها للشرب، وجودة أنظمة الصرف الصحي، والازدحام المروري، وتلوث الهواء.
المياه المحيطة بميناء العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، نظيفة للغاية، لدرجة أنه يمكن للناس أن يسبحوا دون خوف من الملوثات! أما في سنغافورة، فيتم القبض على الأشخاص وهم يرمون القمامة أو يبصقون في الشارع.
دعونا نعرفكم على هذه المدن الخمس التي تدخل باستمرار في قائمة المدن النظيفة، وذلك نقلاً عن موقع World Atlas:
كالغاري (كندا)
تقع مدينة كالغاري في مقاطعة ألبرتا الكندية وهي عاصمة النفط في البلاد، كما تم تصنيفها باستمرار كواحدة من أنظف مدن العالم. احتلت المدينة المرتبة الأولى بشكل عام في قائمة Mercer لعام 2014 للمدن النظيفة.
تفرض سلطات كالغاري غرامات على الأشخاص الذين يسقطون أعقاب السجائر أو يرمون القمامة من نوافذ السيارات. مبادرة ألبرتا الخضراء، Too Good to Waste، التي بدأت في عام 2007، هي عبارة عن برنامج يهدف إلى تقليل كمية النفايات التي تذهب إلى مكبات النفايات.
كالغاري نفسها لديها جمعية خيرية بيئية تسمى Green Calgary تروج لنمط حياة أكثر خضرة. على سبيل المثال، تقدم المنظمة نصائح حول كيفية تعبئة وجبة غداء خالية من القمامة. بحلول عام 2025، تعتزم كالغاري تقليل نفايات مكب النفايات بنسبة 70٪.
كوبنهاغن (الدنمارك)
تعتبر كوبنهاغن واحدة من أكثر مدن العالم خضرة، حيث استثمرت الحكومة في الحفاظ على جودة المياه وتقليل تلوث الهواء والماء. المياه المحيطة بالميناء نظيفة للغاية بحيث يمكن للناس السباحة دون خوف من الملوثات.
يوجد في المدينة أيضاً العديد من الإجراءات لتقليل القمامة ومبادرات لإدارة النفايات وإعادة التدوير. كما تبنى السكان جهود المدينة في مجال الاستدامة، حيث يتم تغيير الحافلات لتعتمد على طاقة الكهرباء ويجري العمل على تخصيص المزيد من الطرق لركوب الدراجات. تخطط الحكومة أيضاً لجعل المدينة محايدة للكربون بحلول عام 2025.
سنغافورة
سنغافورة هي واحدة من أنظف مدن آسيا ولديها واحدة من أكثر إرشادات النظافة صرامة. على سبيل المثال، يمكن للحكومة أن تفرض على الناس تهمة البصق في الأماكن العامة. يوجد في سنغافورة أيضاً قوانين لمكافحة القمامة التي تفرض غرامة تصل إلى حوالي 300 دولار سنغافوري (217 دولاراً أمريكياً) عن الجريمة الأولى، وما يصل إلى 1000 دولار سنغافوري (730 دولاراً أمريكياً) للمخالفين المتكررين.
كما فرضت سنغافورة ضرائب باهظة على مالكي السيارات لردع الكثيرين عن شراء سيارة. على سبيل المثال، يمكن فرض ضريبة على السيارة بنسبة 100٪ من قيمتها السوقية. نتيجة لذلك، يمتلك حوالي 15٪ فقط من السنغافوريين سيارة مما يجعلها واحدة من أكثر المدن خضرة في آسيا. على مدار الخمسين عاماً الماضية، أطلقت سنغافورة حملات متعددة للمساعدة في تنظيف المدينة، مثل يوم غرس الأشجار السنوي ، وحملة حافظ على نظافة المياه وحملة الحفاظ على نظافة المرحاض. في عام 1977، كان هناك تنظيف كبير لأنهار المدينة. الآن أصبح ماؤها نظيفاً بدرجة كافية لاستخدامه في مياه الشرب.
هونولولو في هاواي
يوجد في هونولولو بولاية هاواي عدد قليل جداً من الصناعات الملوثة. وجد تقرير حالة الهواء الصادر عن جمعية الرئة الأمريكية لعام 2018 أن هاواي لا تزال تتمتع ببعض من أفضل الهواء وأنظفه في الولايات المتحدة. كانت هونولولو خالية من الأوزون المرتفع أو أيام تلوث عالية بالجسيمات. أيضاً في عام 2018، صنفت ميرسر هونولولو على أنها المدينة الأولى في الصرف الصحي في جميع أنحاء العالم. تناول هذا الترتيب نظام إزالة النفايات والصرف الصحي بالمدينة ومستويات الأمراض المعدية وتلوث الهواء وتوافر المياه وجودتها.
هلسنكي (فنلندا)
يلتزم سكان هلسنكي بالحفاظ على البيئة ومنع إلقاء القمامة. صممت الحكومة نظام تدفئة متطوراً وموفراً للطاقة يساعد في خفض استهلاك الكهرباء. كما قاموا بإجراء تحسينات كبيرة لجعل المدينة صديقة للبيئة. تبنى السكان المحليون هذه المبادرة من خلال استبدال سياراتهم بالدراجات. يوجد في هلسنكي حوالي 2400 ميل من الممرات المخصصة لراكبي الدراجات. تهدف المدينة أيضاً إلى إلغاء امتلاك السيارات بحلول عام 2025.
على الرغم من كونها أكبر مدينة في فنلندا، تتمتع هلسنكي ببعض من أنظف الهواء في العالم. كما أن الماء نظيف للغاية بحيث يمكن شربه مباشرة من الصنبور. تخطط المدينة لتصبح محايدة للكربون بحلول عام 2035. كما أن لديهم خطة مفصلة تتضمن طرق تقليل استهلاك الطاقة وزيادة تجديد الطاقة المتجددة.
تظهر هذه المدن للعالم أن الرخاء والبيئة النظيفة يمكن أن يسيرا جنباً إلى جنب. مع استمرارنا في مواجهة آثار تغير المناخ وضمان مستقبل أخضر وصحي للأجيال القادمة.