دولي
بالفيديو : عباس ملوحا بخريطة ترامب: دولة فلسطين تبدو كقطعة “جبن سويسري” مفتتة
أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم الثلاثاء، أمام مجلس الأمن الدولي رفض خطة الإملاءات الأميركية الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية والمعروفة إعلاميًا بـ”صفقة القرن”، ودعا الرباعية الدولية وأعضاء مجلس الأمن لعقد مؤتمر دولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
وقال عباس “نؤكد على الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة الأميركية الإسرائيلية… نحن نرفض الصفقة لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب ومخالفتها للشرعية الدولية”، وأضاف “حضرت إلى مجلس الأمن لتأكيد رفضنا لـ‘صفقة القرن‘ الأميركية (…) سنواجه تطبيقها على أرض الواقع”.
وعرض عباس خريطة كبيرة لفلسطين كما تقترحها واشنطن، وأكد أن الخطة التي وصفها بأنها تشبه “الجبنة السويسرية” لا تحقق السيادة للشعب الفلسطيني، وأضاف “يكفي أن تكون مرفوضة من قبلنا كونها تخرج القدس الشرقية من السيادة الفلسطينية”. وسأل الحضور “من يقبل منكم أن تكون دولته هكذا؟”.
وأضاف “جئتكم من قبل 13 مليون فلسطيني لنطالب بالسلام العادل فقط”. وأوضح عباس أن “هذه الصفقة ألغت قانونية مطالب الشارع الفلسطيني وحقه المشروع. كما شرعت ما هو غير قانوني من استيطان ومصادرة للأراضي ومخططات ضم”.
واستطرد “الصفقة الأميركية الإسرائيلية جاءت لتصفية القضية الفلسطينية”، وأكد على ضرورة عدم اعتبارها “مرجعية دولية للتفاوض بشأن السلام في الشرق الأوسط”، واعتبر أنها “ترسخ نظام التمييز العنصري وتقوم على مكافأة الاحتلال بدل محاكمته على جرائمه”.
وذكر عبّاس أن “300 ضابط إسرائيلي عبروا عن اعتراضهم على الخطة الأميركية ووقفوا إلى جانب الحق”، فيما شكر “المظاهرات التي خرجت في تل أبيب للتعبير عن رفض الخطة الأميركية (…) نوجه التحية لكل من قال لا للخطة الأميركية في الأراضي الفلسطينية وفي كل مكان في العالم”.
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن “السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ما زال ممكنا”، وقال عباس: “تحدثت عن قضايا الحل النهائي مع الجانب الأميركي وترامب عبر لي سابقا عن دعمه لحل الدولتين (…) ما أعرفه هو أن فحوى الخطة الأميركية لا يعبر عن حقيقة ما يعتقده الرئيس ترامب”.
وأضاف عباس “نحن التزمنا باتفاق أوسلو واعترفنا ضمنه بإسرائيل وبحقها في الوجود فكيف أضعنا فرص السلام؟ نقول لمن يتهموننا بإضاعة فرص السلام لا تطلقوا شعارات غبية”، وتابع “تجاوبنا مع جهود واشنطن والمبادرات الدولية لكن لم نجد ما يعبر عن حقوقنا وفقا للشرعية الدولية”.
وقال عباس “واصلت حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة تدمير فرص السلام وتسريع النشاط الاستيطاني”، وأكد أن “الإدارة الأميركية دعمت الاحتلال وأصدرت قرارات لم يقبلها العالم و لا حتى أعضاء بالكونغرس الأميركي”، وتابع “وعدونا تحت مسميات مختلفة بحلول اقتصادية ومساعدات مالية ولكن دون أي حل سياسي. أقول للرئيس الأميركي: الخطة التي طرحتها لن تحقق السلام لأنها ألغت الشرعية الدولية ولن تحقق حل الدولتين”.
وشدد عبّاس على أن السلام المفروض لن يعيش، وقال إنه “في أوسلو حققنا مع الإسرائيليين اتفاق سلام دون أن يتدخل أي طرف خارجي”. مشددا على أنه “لن نقبل الولايات المتحدة الأميركية وسيطا لوحدها في عملية السلام”.
وعرض عبّاس على مجلس الأمن عقد مؤتمر دولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، موضحًا “أعرض تنظيم مؤتمر للسلام عبر الرباعية الدولية”، وشددا على أن القيادة الفلسطينية تصر “على مبادرة السلام العربية وهي جزء من الشرعية الدولية”.
وقال عباس “أمد يدي قبل فوات الأوان لأي شريك يقبل بالسلام في إسرائيل، الوضع قابل للانفجار في المنطقة ولن تتغير الأوضاع إلا باستعادة الأمل في السلام، أقول للشعب الإسرائيلي إن الاحتلال والاستيطان والسيطرة العسكرية على شعب آخر لن يصنع لكم السلام، ليس لدينا أي صراع مع اليهود والديانة اليهودية نحن ضد من يحتل أرضنا ويعتدي علينا”.
وعبر عباس عن استعداده “للتفاوض فورا إذا وجد شريك في إسرائيل يرغب في السلام تحت إشراف الرباعية الدولية”، وأضاف “حن مؤمنون بالسلام ولن نلجأ أبدا للعنف والإرهاب مهما كانت الأوضاع”،وأكد أن “شعبنا الفلسطيني لن يركع ولن يستسلم للاحتلال مهما طال الزمن ولا يريد سوى حقه”، محذرا من “قتل الأمل لدى الشعب الفلسطيني”.
سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة: السلام لن يتحقق طالما عباس باق في منصبه
في المقابل، دعا السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إلى إزاحة محمود عباس، عن منصبه رئيسا للسلطة الفلسطينية، وزعم أن الرئيس الفلسطيني غير جاد في ما يتعلق في رغبته بإجراء مفاوضات مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي
وادعى دانون خلال حديثه للصحافيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك أنه “لا يمكن التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين طالما بقي عباس في منصبه”، قبيل دقائق من بدء جلسة مجلس الأمن المنعقدة حول “صفقة القرن”.
وكرر دانون، مزاعمه أثناء الجلسة، وقال: “إذا كان عباس جادًا بشأن المفاوضات، فلن يكون هنا اليوم، وإنما كان سيأتي إلى القدس وواشنطن”، وادعى أن نهج محمود عباس هوء الشكوى الدائمة بدلاً من القيادة.
وأضاف أنه “لن يكون هناك تقدم في عملية السلام طالما أن عباس باق في منصبه”، وتابع “فقط عندما يخرج عباس من الساحة، ستكون إسرائيل والفلسطينيون قادرين على التقدم نحو الأمام”.
وزعم دانون وفقًا للموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” (واينت)، أن “القائد الذي يختار الرفض والتحريض وتمجيد الإرهاب لا يمكن أن يكون شريكًا في عملية السلام”.
ميلادينوف: لا سلام عادل بدون القدس عاصمة لفلسطين وإسرائيل
من جانبه، قال المنسق الأممي الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، إنه “لا يمكن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة بدون أن تكون القدس عاصمة لفلسطين وإسرائيل”.
جاء ذلك خلال إفادة للمسؤول الأممي في جلسة مجلس الأمن الدولي، التي انعقدت بمشاركة الرئيس الفلسطيني حول “صفقة القرن” الأميركية المزعومة، وأكد ميلادينوف “ضرورة إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية تعيشان جنبًا إلى جنب بسلام وأمن، على أساس خطوط ما قبل 1967، وأن تكون القدس عاصمة لكلتا الدولتين”.
وأوضح أن الحكومة الفلسطينية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي رفضت “المقترح الأميركي نظرا لعدم تحقق الحد الأدنى من حقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني”. وحذر ميلادينوف من مغبة “تعهد كبار المسؤولين الإسرائيليين بضم أجزاء من الضفة الغربية من جانب واحد، بما في ذلك جميع المستوطنات الإسرائيلية ووادي الأردن وهو ما عارضه الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش)”.
وأكد أن لذلك التعهد “تأثير مدمر على احتمال حل الدولتين، وإغلاق الباب أمام المفاوضات، ويقوض بشدة فرص التطبيع والسلام الإقليمي”.
المصدر : عرب ٤٨ ووكالات