الجاليات العربية
السفير مصطفى يكشف حقيقة الحياة في تركيا ومصير تجديد “الإقامة السياحية” للفلسطينيين
كشف سفير فلسطين لدى تركيا، الدكتور فائد مصطفى، أن سفارته حصلت على وعود من تركيا بمراعاة خصوصية المواطن الفلسطيني، خلال تطبيق القرار الخاص بعدم تجديد الإقامة السياحية.
وشدد مصطفى على أن السفارة لن تسمح بتضرر أي مواطن فلسطيني، طالباً من الجميع التوجه للسفارة في حال مواجهته لأي مشاكل.
وكان الحوار مع السفير فائد مصطفى:
هل تستطيع أن تصف لنا وضع الشباب الفلسطيني في تركيا؟
عدد الجالية الفلسطينية في تركيا وصل إلى حوالي 25 ألف نسمة، ونحن نتحدث هنا عن جالية ورجال أعمال وعائلات موجودة بتركيا، جاءت من جهات جغرافية مختلفة من الضفة الغربية، ومن قطاع غزة، ومن دول الخليج، ولدينا لاجئون فلسطينيون جاؤوا من سوريا ومن العراق.
الجالية الفلسطينية، تعيش في مدن تركية مختلفة، المركز الأساسي والرئيسي موجود في مدينة إسطنبول، ولدينا مؤسسات فلسطينية تعمل في مجالات مختلفة اجتماعية وثقافية واقتصادية وإنسانية، وإجمالاً الوجود الفلسطيني في تركيا وجود مشرف، وفاعل، ويحظى باحترام وتقدير الأتراك، ويؤدون رسالة وطنية مهمة، ويعتبرون جسراً من جسور التواصل ما بين الشعبين التركي والفلسطيني.
هل تحدثنا عن المشاكل التي يعاني منها الشباب الفلسطيني في تركيا؟
المشاكل التي يعاني منها المهاجرون في تركيا ليست محصورة في فئة معينة أو في جنسية معينة، أو جالية معينة، تركيا بلد لها قوانين، وهي تحاول أن تنظم الوجود الأجنبي فيها، بسبب تزايد الوجود الأجنبي فيها بالسنوات الأخيرة، وأعداد القادمين إليها من الدول التي تعيش أزمات ومشاكل داخلية تتضاعف، والبعض يأتي إليها ضمن مخطط للوصول إلى دول أوروبا، لذلك تعمل الدولة على سن قوانين ولوائح داخلية؛ لتنظيم هذا الوجود الأجنبي، وهذا وضع طبيعي.
فيما يتعلق بموضوع (الإقامات) التي يشكي منها شباب غزة، إجمالاً تركيا تتعاطى بإيجابية مع كل الوجود الفلسطيني والجهات الحكومية التركية، تتعاون مع الجهات الرسمية الفلسطينية في حل أي مشاكل تعترض أي مواطن فلسطيني على الأرض التركية.
ماذا عن القرار التركي بعدم تجديد الإقامات السياحية؟
هناك قرار صدر من الجهات التركية الرسمية، بدءاً من 1/1/2020، لن يعاد تجديد الإقامات السياحية على النهج السابق، بمعنى أن مواطن ما من أي جنسية أخذ إقامة سياحية بناء على مسوغات ومعطيات قدمها للجانب التركي، عندما تنتهي إقامته السياحية، ويريد تجديدها الجانب التركي لن يقبل بذلك إذا جاء بنفس المعطيات من أجل تجديدها.
بمعنى يجب إحضار معطيات جديدة، وأسباب مختلفة للحصول على إقامة سياحية.
حالياً هذا قانون لدى الدولة التركية، ونحن في السفارة الفلسطينية بتركيا تحدثنا مع الجانب التركي، وبالمناسبة الجانب التركي يتفهم خصوصية المواطن الفلسطيني، ولذلك أجابوا أنهم لا يستطيعوا إصدار قانون يستثني منه جنسيات معينة، حتى لا يثير الأمر حفيظة باقي الجنسيات.
لذلك القانون يصدر عاماً، أما في التطبيق قالوا لنا إنهم سيراعون خصوصية المواطن الفلسطيني، وسنعمل كل جهدنا ألا يتضرر أي مواطن فلسطيني من هذا القانون.
قيل أن ما يُواجه الفلسطيني مشكلة في تجديد إقامته يمكنه التواصل مع السفارة وستقوم بحلها له.. هل هذا صحيح؟
نحن نقول دائماً، أي مواطن فلسطيني تواجهه أي مشكلة في موضوع (الإقامة)، وصحيح هي مسألة تركية، ولكن إذا واجه الفلسطيني مشكلة يتوجه لنا، ونحن نرفع كتاباً إلى الجهات التركية المعنية، وهي إدارة الهجرة، وفي كل الحالات السابقة التي حصلت ورفعنا مراسلات لمعالجة قضايا مواطنين، تمت بالفعل مواجهتها.
ماذا عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها بعض المغتربين وعملهم لساعات طويلة بعائد مادي متدنٍ وسط ظروف قاسية؟
لا علاقة لنا كسفارة بهذا الموضوع، لأنهم يعملون بوسائلهم الخاصة وبعلاقاتهم الخاصة.
البعض يصور تركيا وكأنها (جنة الله على الأرض) هي كذلك ولكن فيما يتعلق في موضوع العمل، الأمور ليست ممهدة كما يتصور البعض، تركيا فيها بطالة وأعداد كبيرة من اللاجئين والنازحين، بالتالي فرص العمل محدودة، والحياة ليست مفتوحة وسهلة.
تركيا جيدة للسياحة، لكن الشخص الذي يأتي للاستقرار ويريد عمل ستواجهه صعوبات، لا يتخيل أن الأمور ممهده، فهناك عامل اللغة يلعب دوراً، أيضاً العمل في تركيا يحتاج لرخصة عمل، وبالتالي العمل الذي يعملون فيه لساعات طويلة مقابل عائد مادي متدنٍ هو عمل غير قانوني.
بالتالي من يفكر أن يأتي لتركيا من أجل العمل، ويلاقي فرص عمل برواتب مجزية، لا.. هذا الكلام غير صحيح، ومن يفكر بهذا الاتجاه عليه أن يعيد حساباته، أما تركيا حلوة وجميلة لشخص يريد أن يعمل سياحة.
قرار القدوم إلى تركيا قرار فردي، ولكن أنا أشخص الحالة الموجودة في تركيا، من يريد القدوم من أجل العمل يجب أن يكون معه إقامة عمل، ومن يملك تلك الإقامة، سيكون محكوم وفق قوانين العمل هنا.
أما من يأتي سياحة ثم يريد أن يعمل، فان فيزة السياحة لا تعطيه الحق في العمل، ومدتها شهر أو شهرين، إذا لم يأتِ بشكل قانوني بفيزه عمل ثم يعمل إقامة فلن يحصل على حياة بظروف جيدة.
ما موقفكم من الحاضرين لتركيا كمحطة أولى ذهاباً إلى اليونان ثم أوروبا.. ويموت بعضهم في الطريق؟
نحن ننصح كل مواطنينا أن يتجنبوا هذا الطريق، لأنه طريق محفوف بالمخاطر، فمن يريدون الهجرة يسلمون نفسهم لمهربين، ويصبح مصيرهم في يد هؤلاء المهربين، الذين لا يهدفون إلا كسب الأموال، وقد سمعنا عن غرق الكثير في البحر، ونقوم بإعادة جثامينهم للقطاع في نهاية المطاف.
إذا شخص يريد الوصول إلى أوروبا ننصحه بالوصول لها عن بالطرق والقنوات الرسمية، أما التهريب والتهرب بهذه الطريقة، فإنه حتى لو وصل لليونان، هناك يتم احتجازهم في معسكرات، لذلك ننصح رعايانا ألا يذهبوا بهذا الطريق لأن هذا الطريق قد لا يكون فيه عودة.
كلمة السفارة للجالية الفلسطينية في تركيا؟
بالنسبة لنا كسفارة نحن موجودون في خدمة مواطنينا، وخدمة شعبنا، نعرف أن الموجودين في تركيا، نزحوا من قطاع غزة نتيجة الظروف والأوضاع الصعبة، ونتفهم المعاناة التي يعيشها أهلنا في غزة، نتيجة الحصار، ولأسباب مختلفة، وجزء منهم له علاقة باللاجئين القادمين من سوريا هرباً من الواقع في سوريا ويقدر حجمهم بآلاف العائلات.
بالتالي نحن في السفارة نعمل كل جهدنا للوقوف إلى جانب مواطنينا، سواء في قضاياهم القانونية أو في قضاياهم المدنية، وندعو جميع الموجودين هنا في تركيا؛ لتنظيم أمورهم وإقاماتهم استناداً للقوانين واللوائح التركية، صحيح نحن سفارة، ولكن تركيا دولة لها قوانينها، ونحن نلتزم بتلك القوانين.
المصدر : دنيا الوطن