Connect with us

تركيا الآن

صراع داخل “الشعب الجمهوري”.. وبروز “الكماليين” و”الأكرميين”

Published

on

موعد الانتخابات التركية القادمة 2023

انتقل التوتر بشأن “مرشح الرئاسة” لتحالف المعارضة الذي سينافس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى داخل أروقة حزب الشعب الجمهوري، وبرز ما يعرف بتيار “الكماليين” أتباع زعيم الحزب كمال كليتشدار أوغلو، وما يعرف بتيار “الأكرميين” الموالين لرئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو.

لم تجتمع المعارضة بعد على مرشح مشترك ينافس الرئيس أردوغان في سباق الرئاسة بالانتخابات التي ستعقد في 24 حزيران/ يونيو 2023، في ظل المعيقات والتصريحات التي أدلى بها كليتشدار أوغلو، الذي يحاول البقاء على خط المنافسة.

كليتشدار أوغلو في منعطفات عدة أوحى برغبته في أن يكون منافس أردوغان في انتخابات الرئاسة، ولكن أمام هذه الرغبة يواجه اعتراضات من داخل حزبه وحزب الجيد وبعض الشخصيات المعارضة التي ترى أنه لن يستطيع تحقيق الفوز، ويميلون إلى ترشيح إمام أوغلو أو رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش.

ويبدي كليتشدار أوغلو عدم رغبته في ترشيح إمام أوغلو أو يافاش بحجة رغبته في أن يستمرا في رئاسة بلدتي أنقرة وإسطنبول، لكن خلافات تسود بين الشخصين برزت على السطح في الآونة الأخيرة كما يرى مراقبون.

بروز “الكماليين” و”الأكرميين”

وأشار محللون أتراك إلى أن الخلافات بين إمام أوغلو وكليتشدار أوغلو برزت حتى في وسائل الإعلام التابعة للمعارضة، وأصبح الوضع القائم يشبه الصراع على استحواذ تلك الوسائل الإعلامية.

الكاتب التركي محمد أوفر، في تقرير على صحيفة “صباح” أشار إلى أنه على الرغم من أن كليتشدار أوغلو يتجاهل ذلك، أو بالأحرى لا يريد أن يراه، فإن هناك صراعا حادا بينه وبين إمام أوغلو يتزايد بشكل كبير.

ورغم تصريحات كليتشدار أوغلو بأنه “دع رؤساء البلديات يقومون بواجباتهم” أو “لا يمكننا تحمل خسارة إسطنبول”، فإن إمام أوغلو لا يستمع لذلك ويواصل مشواره، والأمر لا يتوقف عليه فقط، بل يشمل من يدعمونه أيضا، وهناك “صراع كبير” بينهما كما يرى الكاتب التركي الذي أشار إلى أنه امتد إلى وسائل الإعلام.

وبات التصنيف قائما على “الكماليين” و”الأكرميين”، وبات ذلك واضحا في وسائل الإعلام المدعومة من المعارضة التركية.

الصحفي المعارض مراد سابونجو، أعرب عن قلقه بهذا الشأن، مشيرا إلى أن هناك تباينا بين “كماليين” و”أكرميين” داخل حزب الشعب الجمهوري بسبب “المرشح الرئاسي”، وقد “بدأ ذلك يتزايد داخل المقر الرئيسي وانتقل إلى الفروع والبلديات”.

ويرى الصحفي المعارض أنه “إذا ترشح كمال بيك للرئاسة، فإن السباق بشأن رئاسة الحزب سيبدأ، وستكون الانتخابات الرئاسية محفوفة بالخطر”، ويقول لكليتشدار أوغلو بوضوح إن عليه أن لا يكون مرشحا.

تنافس على وسائل الإعلام المعارضة

الكاتب التركي أوفر، أشار إلى تزايد الصراع داخل وسائل الإعلام المعارضة، لافتا إلى تفوق “الأكرميين” على “الكماليين” بهذا الشأن، لأنه “بعد فوزه برئاسة البلدية بدلا من التركيز على تنظيف المدينة والاستعداد للزلازل، ركز إمام أوغلو على الاستيلاء على وسائل الإعلام وإنشاء قنوات إعلامية جديدة، كما أنه استخدم موارد البلدية للدعاية والإعلام”.

وتابع بأن هناك استراتيجية قائمة من خلال فريق لإمام أوغلو يدعمه، ولهذا الغرض فإنه يتم نقل موارد هائلة إلى قنوات التلفزة والصحف والمواقع الإخبارية وقنوات التواصل الاجتماعي.

ويتبع كليتشدار أوغلو الاستراتيجية ذاتها من خلال شخصيات إعلامية مقربة له وقناة “HALKTV” كما يقول الكاتب التركي، لافتا إلى ما ذكره محام سابق لزعيم حزب الشعب الجمهوري وهو مصطفى كمال تشيشيك، الذي ترك الحزب وانضم إلى حزب محرمه إنجه، أنه تم إنفاق أموال هائلة بهذا الشأن.

وأشار تشيشيك إلى أنه خلال الثلاث سنوات الماضية تم صرف 650 مليون ليرة تركية، وإهدارها على وسائل إعلام وشركات استطلاع.

ورأى الكاتب أوفر، أن الجهد الذي بذله كليتشدار أوغلو لم ينجح، حيث إن وسائل الإعلام إلى حد كبير تدعم إمام أوغلو، وليس هو، لا سيما صحيفة “Sözcü” وقناة ” Fox TV” و”Tele 1″ و”Odatv”، بالإضافة إلى برامج تبثها “Halk TV” التي ترغب في أن يكون إمام أوغلو هو المرشح الرئاسي.

وفي المقابل لا يوجد دعم كبير لكليتشدار أوغلو سوى من بعض الصحفيين وقناة “KRT TV”.

وأضاف أن هناك معركة جادة بين إمام أوغلو وكليتشدار أوغلو بشأن صحيفة “جمهورييت”،وعلى الرغم من أن رئيس بلدية إسطنبول يدعمها، إلا أن الصحيفة لم تتخذ موقفها بشكل واضح.

الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، في تقرير على صحيفة “حرييت” تطرق إلى اهتمام الإعلام المعارض هذه المرة بمسألة تصريحات وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، بشأن تواصل جرى بين كليتشدار أوغلو وفتح الله غولن قبل محاولة الانقلاب بالبلاد في 15 تموز/ يوليو 2016.

وتساءل الكاتب: “لماذا أبدت بعض وسائل الإعلام التابعة لحزب الشعب الجمهوري اهتماما غير عادي بشأن الاتهامات الموجة لكليتشدار أوغلو؟”.. مبينا بحسب الكواليس داخل الحزب المعارض، أن هناك صراعا حادا بين إمام أوغلو وكليتشدار أوغلو على الترشح للرئاسة.

وأوضح أنه رغم اللقاء الذي جرى بينهما، فإن إمام أوغلو من الواضح أنه مصمم على الترشح للرئاسة، ومع اقتراب موعد الانتخابات فإنه يتزايد هذا الصراع بشكل كبير.

وأضاف أن إمام أوغلو انتقل إلى مرحلة جديدة في مواجهة كليتشدار أوغلو، وبرز داخل الحزب تيارا “الكماليين” و”الأكرميين”.

وأشار إلى أن مسألة الانتخابات ليست السبب الوحيد في تأجيل المؤتمر العام لحزب الشعب الجمهوري، بل إنه من أجل منع الصراع بين كليتشدار أوغلو وإمام أوغلو وتحوله إلى “معركة شرسة” خلال فترة المؤتمر العام، فقد تم التأجيل.

وتابع، بأن حزب الشعب الجمهوري بدأ يشهد انقساما بين رؤساء البلديات والفروع والنواب يتمحور بين “الكماليين” و”الأكرميين”، لكن الصراع الحقيقي يدور بين وسائل الإعلام الداعمة لإمام أوغلو والصحفيين الداعمين لكليتشدار أوغلو.

ورأى الكاتب سيلفي، أن إمام أوغلو باستخدام إمكانيات البلدية، يبدو أنه قد أخذ زمام المبادرة في هذا السباق.

وأضاف أنه تجلى الصراع بين الشخصين، في أن وسائل الإعلام المعارضة التي لم تبد اهتماما بشأن تواصل كليتشدار أوغلو مع ولاية بنسلفانيا (غولن)، قد أصبح ذلك على أجندتهما، كما أن فريقي “الكماليين” و”الأكرميين” بدأا بالاحتفاظ بملفات بعضهما البعض لاستخدامها.

فيسبوك

Advertisement