أخبار تركيا اليوم
قلق مصري من التقارب التركي الإماراتي الإسرائيلي
وسط أنباء عن تعثّر المفاوضات بين المخابرات المصرية ونظيرتها التركية، بسبب بعض الملفات، مثل رفض أنقرة تسليم معارضين مصريين يعيشون على أراضيها، وتمسّك تركيا بالبقاء في ليبيا، وفي ظل التقارب الظاهر أخيراً بين أنقرة من جهة، وأبوظبي وتل أبيب من جهة أخرى، تجد القاهرة نفسها في موقف تراه مقلقاً على المستوى الإقليمي والدولي، بحسب ما أكده مسؤول سابق في وزارة الخارجية المصرية في حديث خاص لـ”العربي الجديد”.
ملفا ليبيا والمعارضين يعيقان استعادة علاقات مصر وتركيا
وقال المسؤول، الذي تحفظ على نشر اسمه، إن “كلاً من مصر وتركيا تعلمان جيداً أن هناك مصالح مشتركة تجمعهما، ولذلك هناك محاولات متواصلة لاستعادة العلاقات الطبيعية بينهما من أجل تحقيق تلك المصالح، ولكن في طريق ذلك تقف عقبات كبرى لا تزال تعيق الأمر، أهمها الملف الليبي، يليه بنسبة أقل كثيراً ملف المعارضين المصريين”.
وأوضح المصدر أن “مفاوضات التقارب السرية بين القاهرة وأنقرة، والتي يقودها مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، مع رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان، هدفها إيجاد أرضية مشتركة تسمح لمصر بلعب دور فعّال في المنطقة وتحقيق مصالحها”.
وأضاف المصدر أن “رغبة القاهرة في تسلّم بعض المعارضين الذين يعيشون في تركيا، وهي رغبة شخصية للرئيس عبد الفتاح السيسي، في ظلّ رفض الأتراك ذلك، لا سيما وقد مُنح معظمهم أخيراً الجنسية التركية، تُعتبر مسألة هامشية يجب أن تتنازل عنها القاهرة لتحقيق مصالح استراتيجية أكبر، وخصوصاً على مستوى الأزمة الليبية، أو في البحر المتوسط، لما يمثله ذلك من أهمية اقتصادية وجيوسياسية كبرى بالنسبة إلى مصر، وذلك لن يتحقق إلا بتجاوز القاهرة للملفات الصغرى”.
وقال المصدر إن “خسارة مصر مركزها في ليبيا، لا سيما في شرقي البلاد، سمح بتدخل تركيا كبديل لملء الفراغ، وخصوصاً في ظلّ الأنباء التي تؤكد تنظيم جهاز المخابرات التركي سلسلة زيارات لرجال الأعمال الأتراك المهتمين بقطاع البناء وأعمال كبرى أخرى إلى بنغازي”.
وأشار إلى أن ذلك “يهدد بسحب عقود إعادة الإعمار المربحة من الشركات المصرية”. كما لفت المصدر إلى “التواصل التركي مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، حليف مصر”.
محاولة الإمارات أخذ دور مصر
وأشار المصدر إلى أنه في ظل ذلك التعثر في المباحثات بين القاهرة وأنقرة، “تجد الإمارات لنفسها مساحة جديدة للوجود كلاعب إقليمي رئيسي بديل عن مصر، التي تنازلت، سواء بإرادتها أو بغير إدارتها، عن دورها الإقليمي كلاعب رئيس في المنطقة، وأصبحت تحاول احتكار العلاقة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي”.