Connect with us

مقالات وتقارير

كورونا بين الإرهاب البشري والبيولوجي!

Published

on

بات الخروج من البيت مغامرة خطيرة، قد تلقي بنفسك إلى مصيدة كورونا، باتت ذاك الموت الذي يطاردنا خارج البيوت، إذ أغلقت الحدود، وساوت بين الدول المتقدمة والنامية، وأطفأت مدينة الأنوار، وجعلت الأرواح أعدادًا تُذكر، قلبت البشرية رأسًا على عقب، أذاعت الهلع والخوف، واتسمت بالموت .

من هي كورونا ؟

وباء فيروسي لا يستطيع التكاثر، ولا التفاعل خارج جسم الكائن الحي، اتسم بسرعة التغير، والانتشار، إذ تنتقل العدوة من شخص إلى خمس أو عشر أشخاص على غير الانفلونزا التي تنتقل من شخص إلى آخر فقط .

هدفه الوصول إلى الخلايا الموجودة داخل رئتي الإنسان، إذ يستولي على الجهاز التصنيعي للخلية ذاتها ويتكاثر داخلها، وبذلك تصبح الخلية الإنسانية مصنع للفيروسات فتنتج حوالي خمسة آلاف وحدة فيروسية وتنتقل من خلية إلى أخرى لتدمرها، في بعض الأحيان يواجه جهاز المناعة ويقتلها، وأحيان أخرى لا يستطيع المواجهة، فيُدمر .

نظريات المؤامرة ..

في البداية قيل أن كورونا صناعة أمريكية لأنه اقتحم الصين لكثرة الأعداد السكانية، ومن ثم قيل أنه تخطيط اسرائيلي أمريكي لضرب اقتصاد الصين لعرقلة تفوقها الاقتصادي العالمي .

ثم اعتبار كورونا أحد خطط الرئيس ترامب للسيطرة على العالم، لتصريحه في أحد المؤتمرات الصحفية أن الوباء سينتهي في أغسطس القادم، خصوصًا وأنه مقبل على الانتخابات في عام 2022 .

لكن أصبحت كورونا اختراع صيني يوم أوقفت انتشار المرض باتباع أساليب علمية ووقائية، وقيل أنها تمتلك اللقاح، لكنها تريد القضاء على البشر لتقليل من أعدادهم ثم الخروج باللقاح وبيعه للعالم للسيطرة عليه .

فرضيات المؤامرة ليس لها دليل علمي إنما تستند متغيرات، وحيثيات مترامية، ومصالح متفرقة، لذا فإن فيروس كورونا كمؤامرة ليست حقيقة علمية بحتة، لكن الحقيقة العلمية الوحيدة هي أن الفيروس ليس جديدًا بل موجود من أعوام سابقة .

بؤرة تفشي الفيروسات ..لماذا الصين ؟

سارس، انفلونزا الخنازير، والطيور أوبئة ضربت الصين من قبل كورونا، لكن لماذا الصين هي بؤرة الانتشار؛ لأنها الدولة الوحيدة في العالم التي لا تتبع نظام بيئي محدد لكل نوع من الحيوانات او الطيور، إذ تربي الدجاج، والغنم، والأفاعي، والخنازير في المزرعة ذاتها، ومن خلال اختلاط الأجناس المختلفة تنتقل الفيروسات من كائن حي إلى آخر، إذ تنتقل من الخنازير إلى الإنسان أو العكس بشكل متواصل لكنها تموت؛ لأنها لا تستطيع التأقلم في الكائن الآخر .

وخلال فترات زمنية غير محددة، يظهر فيروس يستطيع التأقلم مع الجنس الآخر ثم أقلم نفسه مرة أخرى ليستطيع الانتقال إلى الجنس البشري دون موته، وهذا ما استطاع أن يقوم به كورونا .

بين الصين وأمريكا ..

“سوف ننتصر على الأعداء” هذا ما قاله الرئيس الصيني بعد تفشي الفيروس، بالنظر إلى البورصة الامريكية منذ مجيء ترامب نلاحظ أنها ارتفعت 12 ترليون دولار، لكن بتفشي الفيروس في أمريكا نجد أن الخسائر الاقتصادية التي أصابت البورصة الأمريكية قد طالت هذا الارتفاع واكثر .

وعلى الرغم من قول الرئيس ترامب للصين “أنه فيروس صيني”، إلا أنه بالرجوع إلى عام 2015 نرى وثيقة أمريكية مسجلة لبراءة اختراع واكتشاف فيروس كورونا، لنجد أن فيروسات كورونا موجودة منذ زمن ولها لقاحات لكنها لا تصح مع التحديث الجديد الذي طرأ عليها، إذ اكتسبت كورونا المستحدثة طفرة وراثية جديدة مكنتها من الانتقال من إنسان إلى آخر دون موتها، وبطريقة أسرع وهذا ما أضفى عليها صفة الخطورة .

فهل ستكون أمريكا هي أكبر المتضررين الخاسرين، مقابل قول الرئيس الصيني “نخسر المال، مقابل حياة المواطن” .

الفيروسات قوة ناعمة
بالعودة عبر التاريخ نجد أن الأوبئة أسلحة الدول الكبرى، وجزء من حروبها الاقتصادية، فمثلًا بريطانيا في عام 1763 استخدمت “وباء الجدري” للقضاء على الهنود الحمر، من خلال ارسال القوات البريطانية أغطية ملوثة بالجدري إلى رؤساء القبائل، كذلك استخدمت المانيا في الحرب العالمية الأولى “وباء الكوليرا” ضد خصومها، كما واستخدمت بريطانيا “وباء الجمرة الخبيثة” كسلاح بيولوجي في الحرب العالمية الثانية للقضاء على جزيرة جرونارد الاسكتلندية، لكن ما نجهله أنه عند اجتياح هذه الأوبئة في القرون الماضية لم نكن نملك سلاح المعرفة والعلم كما في الوقت الحالي، فهل ستعتمد الدول القوية الأوبئة كحرب مفتوحة بأدوات ناعمة لتحقيق مصالحها وأهدافها ؟

العالم إلى نصفين ..
استطاعت كورونا أن تقسم العالم إلى قسمين لا ثالث لهم، إذ جعلت من بعض الدول تقدس الإنسان وروحه كالصين، وسنغافورة، والنرويج، والبعض الآخر قد قدم أولوية الاقتصاد على المواطنين كفرنسا، وامريكا، وبريطانيا .
ومن الدول من استخفت بهذا الوباء في البداية حتى أصبح ينهش في أنظمتها وأسسها، ومنهم من لزم الاجراءات الوقائية للخروج بأقل الأضرار، منهم من قال أنه جند من جنود الله سلطه على تلك الدولة أو غيرها لكفرها بالله، على الرغم من أن الوباء طال المسلمين كما المسيحين، ومنهم من اعتبره ابتلاء اصاب الله به المسلمين .حرية البيئة .
كل ما أودت به كورونا من فتك، وموت، وإغلاق، وخسائر إلا أنها أطلقت ومضة من أمل استنشقت بها الطبيعة والبيئة أنفاسًا دون تلوث وتدخل البشر، فإيقاف المصانع والطائرات، وحركة السير قللت من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الملوث للمناخ، كما وجد تحسن ملحوظ على حياة الحيوانات، إذ ظهر قطيع من الماعز في ويلز، ويتجول في شوارعها دون إزعاج من البشر، وكذلك على المياهـ ففي البندقية التي كانت تضج بالسياح طوال العام، باتت فيها المياه أكثر وضوحًا ونقاءً حتى أصبح بالإمكان رؤية القاع، لكن تبقى هذه الحرية مقيدة، بعودة البشر لممارساتهم الطبيعية، كما الآن في الصين التي بدأت تأخذ خط رجعة لتلك الحياة بعد أن تعدت ذروة الوباء .أقنعة الدول المتقدمة .
لقد أسقطت الدول المتقدمة أقنعة تقدمها وتطورها بنفسها بحلول هذا الوباء، إذ أظهر مدى ضعف الأنظمة الصحية في بعض الدول كإيطاليا التي باتت تكافح هذا التفشي بالاختيار بين المصاب الذي له أولوية الحياة وبين من يموت، كذلك أمريكا التي لم تضع نظامًا صحيًا يناسب انتشار أوبئة كهذه، كان من الممكن على هذه الدول أن تستعد لأوبئة من المتوقع حدوثها، ومساعدة الدول النامية للحد من هذا الانتشار، إذا خصصت ميزانيات أكبر للعلماء لتقديم أفضل الأبحاث التي تمكنهم من الوصول إلى اكتشاف أمصال ولقاحات تمنع الإصابة، أو تساعد على الشفاء .
لا بد للنظام العالمي الجديد الذي سيولد بعد مخاض كورونا أن يكون أفضل من سابقه بالجانب الصحي والعلمي على وجه الخصوص، لتحمل أقل الأضرار والخسائر، وللحفاظ على النسل البشري .مونديال كورونا .
هددت كورونا العالم اجمع، فلم تفرق بين دول متقدمة، وأخرى نامية، ولا بين رئيس أو مواطن، بل اقتحمت بقبعتها السحرية الدول كافة، ليصبح العالم في تصارع مع اللاشيء، وتسارع في أعداد الضحايا، وكأن الدول قد انتسبت إلى سباق لإعلان أعداد الوفيات على رأس كل ساعة .فهل كورونا إرهاب بشري ؟
وهل قتل هؤلاء الناس هو أحد اهداف البرنامج الانتخابي الذي يخطط له ترامب ؟
وهل الناس هم ضحايا سياسية واقتصادية بين كفتي الصين وأمريكا لإخضاع العالم كله على كفة دولة واحدة منهما ؟
أم أن البشرية تدفع ثمن الصراعات بين الكبار للسيطرة على العالم ؟
أم أن كورونا سلاح بيولوجي خرج عن نطاق السيطرة فارتد على الصديق، والعدو، والمصدر ذاته ؟

تقرير: آمنة مضر النواتي

فيسبوك

Advertisement