أخر الأخبار
هل يسعى زعيم المعارضة التركية لفرض نفسه كمرشح رئاسي؟
يؤكد حزب الشعب الجمهوري في تركيا أن مرشحه للرئاسة كمال كليتشدار أوغلو، رغم مساعي المعارضة بالإجماع على “مرشح مشترك” لمنافسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة.
وتتعارض تصريحات حزب الشعب الجمهوري مع تصريحات قادة أحزاب المعارضة بشأن المرشح الرئاسي، الذين يؤكدون أنه لن يتم الإعلان إلا مع بدء التقويم الانتخابي في البلاد.
ويرى مراقبون أن التصريحات المتتالية من حزب الشعب الجمهوري هدفها فرض الأمر الواقع بشأن ترشيح كليتشدار أوغلو على أحزاب طاولة المعارضة.
والاثنين الماضي، أكد أنجين ألتاي، نائب رئيس الكتلة البرلمانية في حزب الشعب الجمهوري، أن مرشح حزبه للرئاسة هو كليتشدار أوغلو.
وكشف موقع “دوار” التركي عن قلق داخل أوساط حزب الشعب الجمهوري بشأن إمكانية فوز كليتشدار أوغلو في انتخابات الرئاسة، لكن الكواليس داخل الحزب ترى أن هناك اتجاها متصاعدا عن العام الماضي لصالح زعيم الحزب في استطلاعات الرأي، وفي بعضها فإنه قد تجاوز أردوغان.
وأشارت الكواليس إلى أنه قبيل اجتماع الطاولة السداسية بشأن “المرشح الرئاسي” سيجري كليتشدار أوغلو استطلاعات رأي، حيث سيجري اتفاقا مع شركتين مسحيتين على الأقل في تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر؛ لإجراء مسح شامل في 81 ولاية تشمل المقاطعات الصغيرة أيضا بواقع 200 ألف عينة.
وتابعت بأن كليتشدار أوغلو سيقتنع أولا بشأن ترشحه من خلال استطلاعات الرأي الشاملة، وبعدها يتم عرض ذلك على الطاولة السداسية.
ويؤكد ممثلو الطاولة السداسية على أهمية الاتفاق ما بين زعماء “الشعب الجمهوري” و”الجيد”، بشأن “المرشح الرئاسي”، وهناك من يعتقد أن أكشنار لا يمكنها رفض ترشح كليتشدار أوغلو، الذي أصبح اسمه بارزا في الآونة الأخيرة، مذكّرين بموقفه في دعم 15 نائبا لحزب الجيد عندما كان يواجه التهديد في عدم دخول البرلمان، بحسب الموقع.
لكن حزب الجيد ينظر إلى الأمر من زاوية أخرى، ففي الانتخابات المحلية لعام 2019 تمكن حزب الشعب الجمهوري بالفوز بعدد كبير من البلديات الكبرى؛ بفضل التعاون مع حزب الجيد، الذي فاز فقط بـ18 بلدية، وأنه لم يبق بينهما أي ديون للآخر.
وتواجه الأحزاب المحافظة في الطاولة السداسية اتهاما من الحكومة بأنها ركبت “عربة حزب الشعب الجمهوري”، ويشير الموقع إلى أن هذه الأحزاب ترى أنه لا يوجد أي ردود فعل من قواعدها بشأن ذلك، لاسيما من جيل الشباب الذي ينظر باعتدال اتجاه ترشح كليتشدار أوغلو.
بدوره، استبعد فيراموز أوستون، مساعد رئيس حزب المستقبل، اعتراض قادة طاولة المعارضة ترشح كليتشدار أوغلو قائلا: “إذا قرر كليتشدار أوغلو الترشح للرئاسة، فإنه لن يعترض أحد”، ولن يتولد عن ذلك أي إشكالية”.
وأضاف أن كليتشدار أوغلو، الذي أبعد أسماء رؤساء البلديات، قطع شوطا طويلا في أن يصبح مرشحا للرئاسة كونه زعيم المعارضة.
ورأى أنه باستثناء حزب الجيد، فإن الأطراف الأخرى في الطاولة السداسية ليس لديها أي أفضلية لمعارضة فرض ترشحه، وقد يكسب قادة الأحزاب اليمينية الصغيرة مكافأة بالمشاركة في البرلمان، وأن يكونوا جزءا من الحكومة التي تشكلها المعارضة.
وحتى إذا تقدم كل حزب في المعارضة بمرشحه الخاص، فإن كليتشدار أوغلو يشعر بالارتياح كونه الاسم الذي يجمع الطاولة السداسية، والأحزاب اليمينية الصغيرة التي فضلت عدم تشكيل تحالف بينها محكوم عليها أن تكون ضمن قوائم حزبي “الجيد” و”الشعب الجمهوري” لدخول البرلمان.
وتابع الكاتب دوران، بأن كليتشدار أوغلو يستخدم في الآونة الأخيرة في مواجهة “وجهات النظر المختلفة” للأحزاب المنضوية في طاولة واحدة، خطاب أن “مستقبل الدولة في خطر، وعلينا أن نضع تركيا في المسار الصحيح”.
واعتاد حزب الشعب الجمهوري، الذي اتهم الحكومة بـ”الاستبداد”، القول إن “الديمقراطية والحريات في خطر”، لكنه الآن يتجه لخطاب “الدولة في خطر”، ويرى الكاتب دوران أن سبب ذلك يعود إلى الانتقادات الموجهة للمعارضة بشأن “مكافحة الإرهاب” و”التهديدات الخارجية”، وضمن مساعي تهدئة مخاوف الناخبين القوميين والمحافظين من أن “المعارضة لن تكون قادرة على حكم تركيا”.